04-21-2012, 04:16 AM | #1 |
|
علم تفسير القرآن الكريم
<b> اليوم سأكون معكن أخواتي في مبحث جميل و رائع من مباحث علوم القرآن, مبحث فيه الكثير من العبر و الحكمة والموعظة التي لم يأت بها بشر و لكن تفضل بها علينا ربّ البرية جل من إله و تعالى من ربّ.. سنبحر معاً اليوم في عالم المثل القرآني و ياله من عالم و يالها من آيات بها من العبر ما لا يعد و لايحصى, عبر خالدة لا تموت ما بقيت الأرض والسموات,عبر جديدة متجددة لا يصيبها القدم أو تندثر من على ألسنة الشعوب لا تبلى ولا تنسى.. نعم أخواتيذلك هو شأن المثل في القرآن الكريم.. فهيا معاً في هذه الإطلالة الموجزة على هذا الموضوع المهم في علوم القرآن. لماذا المثل؟ قد يسأل أحدنا: لم يستعمل القرآن الكريم التمثيل و التشبيه في آيات كثيرة و بأساليب متنوعة؟ و الجواب بكل بساطة: لأننا نحن _الناس_ من جبلتنا أن نعتمد على تجارب من سبقنا قبل تجربة كل جديد و نرى ما فعل من قبلنا لنصل لما نريد و نتجنب ما لا نريد.. وتكون تلك التجارب مثلاً لنا يفرض حكم العقل علينا أخذ العظة و العبرة منه وسيكون تركه مجازفة يتحمل المرء عواقبها لوحده.. أضف لذلك أن ذكر المثل يضيف على كلام المتكلم مصداقية تجعل من حولك يعلمون أن كلامك نابع عن تجربة مما يدفعهم لتصديق أفكارك و لما كان القرآن الكريم يخاطب الناس بما يفهمون وبالأسلوب الذي جروا عليه في أحاديثهم وأخبارهم, كانت الأمثال في هذا الكتاب العزيز وسيلة تكشف للناس العبر بسهولة ويسر, و طريقة لربط الماضي بالحاضر لأخذ العبرة و العظة, ذات أهداف تربوية لاغنى عنها للمؤمنين في شتى مناحي حياتهم. ما هو المثل؟ في اللغة المَثل و المِثل هو الشبه و هو أيضاً عبارة عن قول في شيء يشبه شيئاً آخر بينهما مشابهة ليبين أحدهماالآخر و يصورهو حتى يقال للمثل مثلاً وجب أن تجتمع فيه مواصفات حددها النَّظام بقوله ( يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ, وإصابة المعنى, وحسن التشبيه, وجودة الكناية فهو نهاية البلاغة)أما في القرآن الكريم: فهو إبراز المعنى في صورة حسية موجزة تكسبه روعة وجمالاً وتوصله للسامع بسهوله و يسر نظراً لما له من وقع في النفس. أنواع الأمثال في القرآن الكريم: و هي على أنواع ثلاثة: الأمثال المصرحة: يقصد بها الأمثال التي يصرح فيها بلفظة المثل أو ما يدل عليها, و هو كثير في القرآن الكريم.كقوله تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ) سورة البقرة,آية 17 وكقوله عزمن قائل: (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ) سورةالنحل,آية 92 الأمثال الكامنة: وهي التي لم يصرح فيها بلفظ المثل لكنها تحمل معانٍ رائعة موجزة يمكن نقلها لما يشبهها.. و آيات هذا النوع قريبة الصلة لأمثال معرفة سائرة بين الناس, و يمكن لنا القول أنها أمثال بمعانيها لا ألفاظها. و في كتاب (المدهش) لابنالجوزي نعثر على إضاءات رائعة لهذا الصنف من الأمثال, اخترت لكن بعضها: قولهم:القتل أنفى للقتل, مذكور في قوله تعالى:(وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة,آية 179 وقولهم: ما راءٍ كمن سمع, مذكور في قوله تعالى:(قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) سورة البقرة, آية 260 وقولهم خير الأمور أوسطها, مذكور في قوله تعالى: (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً) سورة الإسراء, آية 29و غيرها الكثير من الآيات.الأمثال المرسلة: و هي آيات من القرآن الكريم أو بعض من آية جرت عادة بعض الناس على ضرب المثل بها في بعض الأحوال, مثالاًلذلك قوله تعالى: (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) سورة هود, آية 81و قوله تعالى: (كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ) سورة الإسراء, آية 84 وقوله تعالى: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)سورة الحشر, آية 14و غيرها الكثير مما لا مجال لحصره في هذا المقام ولكن يجدر بنا الإشارة هنا إلى أنبعض العلماء منعوا استخدام الآيات القرآنية للتمثيل كالرازي و الزركشي حيث قالوا بأن القرآن الكريم لم ينزل ليتمثل به بل ليتدبر فيه ونعمل بأحكامه, فيما أجازه آخرون شرط أن يكون في مقام الجدّ, لا في الهزل والمزاح خصائص ومزايا أمثال القرآن: * دقة التصريح وإبراز العناصر المهمة, كقوله تعالى في الكفار الذين لم يستجيبوا لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم:(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ) سورة البقرة, آية 171 *التصوير المتحرك الحيّ الناطق, كقوله تعالى في أعمال الكفار: (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ البَعِيدُ)سورة ابراهيم, آية 18 * صدق المماثلة بين الممثل و الممثل له, كقوله عز وجلّ: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)سورة آل عمران, الآيتان 116-117 * ايجاز في المثل مما يزيد في بلاغته ورقيه في مخاطبة السامع وهذه من صور بلاغة القرآن التي لا حصر لها, ومنهاقوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الحِسَابِ) سورة النور, آية 39 الحكمة من ضرب الأمثال: * الأمثال تذكر الناس, يقول تعالى: (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) سورة الحشر, آية 21 وهي تسهل وصول الفكرة لعامة الناس مهما كان علمهم ولذلك قال تعالى الناس و لم يخص بها احداً بعينه, فالمثل يفهمه الكبير والصغير والعالم والأميّ, فيالها من رحمة أوسعها الله علينا وتفضل كي نكون أقدر على فهم بيان كتابه العزيز عظم من كتاب.*وبإيضاح الأمثال للحق فهي تهدي أقواماً و يضل بها أقوام آخرون, كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهَُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفَاسِقِينَ) سورة البقرة, آية 26 * الترغيب والترهيب, ففي الترغيب قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) سورة البقرة, آية 261وفي الترهيب قوله عزمن قائل:المدح والتنفير ففي المدح قوله جلّ من قائل: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)سورة ابراهيم, آية24 و في التنفير قول ربّ العزة: (وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) سورةالحجرات,آية 12 كلمات قرأتها لكن من عالم المثل قرآني: يقول المفكر سيد قطب قي ظلال القرآن:فالله رب الصغير والكبير، وخالق البعوضة والفيل، والمعجزة في البعوضة هي ذاتها المعجزة في الفيل. إنها معجزة الحياة. معجزة السر المغلق الذي لا يعلمه إلا الله.. على أن العبرة في المثل ليست في الحجموالشكل ، إنما الأمثال أدوات للتنوير والتبصير. وليس في ضرب الأمثال ما يعاب وما من شأنه الاستحياء من ذكره.يقول الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله: سبحان الله، في النفس: كِبر إبليس وحسد قابيل وعتو عاد وطغيان ثمود وجرأة نمرود واستطالة فرعون، وبغي قارون، وقحة هامان وهوى بلعام وحيل أصحاب السبت، وتمرد الوليد، وجهل أبي جهل. وفيها من أخلاق البهائم: حرص الغراب، وشره الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل، وعقوق الضب، وحقد الجمل، ووثوب الفهد، وصولة الأسد، وفسوق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفة الفراش، ونوم الضبع. غير أن الرياضة والمجاهدة تذهب ذلك.يقول ابن عبد ربه في القعد الفريد: الأمثال التي هي وشي الكلام وجوهر اللفظ وحلى المعاني والتي تخيرتها العرب وقدمتها العجم ونطق بها في كل زمان وعلى كل لسان فهي أبقى من الشعر وأشرف من الخطابة لم يسر شيء مسيرها ولا عم عمومها حتى قيل:أسير من مثل. أتمنى من الله أن أكون قد وفقت في هذا الموضوع و آمل أن ينفعني و ينفعكن به أخواتي. مسلمة وافتخر مصادر الموضوع.. دراسات في علوم القرآن الكريم للرومي.أنوار البيان للشنقيطي. كتاب المدهش لابن الجوزي. ظلال القرآن لسيد قطب. اللطائف لابن القيم. العقد الفريد لابن عبد ربه. </b> |
|
04-21-2012, 04:19 AM | #2 |
|
رد: علم تفسير القرآن الكريم
الحمد لله تعالى ونحمده ونستعينه , ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي لهوأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة . من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصي الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً قال تعالى وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين الإسراء 82 وقال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا آل عمران 103 وقال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم المائدة 16 وفي صحيح البخاري عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : خيركم من تعلم القرآن وعلمه وفي صحيح مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه . إن من أهم الفنون التي يجب على المسلم والمسلمة تعلمه ليكون هذا الفن عونا لنا في فهم أصول الدين وبعدنا عن البدع والمحدثات ويكون مبنياً على أسس قوية ودعائم راسخة ولـ نرتقي بـ إيماننا الى الأعالي إن من أجل وأهم وأشرف الفنونفن العلم ولكن هناك ما هو أجل منه وهو علم التفسير دعونا نتعرف قليلا على معنى التفسير التفسير لغة : من الفسر وهو : الكشف عن المغطى . وفي الإصطلاح . بيان معاني القرآن الكريم . وتعلم التفسير واجب لقوله تعالى : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)(صّ:29) ولقوله تعالى :(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة ، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله بهفإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن . وقال أبو عبد الرحمن السلمي :حدثنا الذي كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا .والغرض من تعلم التفسير هو الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلةوهي التصديق بأخباره والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله ؛ ليعبد الله بها على بصيره . |
|
04-21-2012, 04:20 AM | #3 |
|
رد: علم تفسير القرآن الكريم
مــــدخل..}.. أيا حافظ القرآن أسعد بحفظه ... وداوم عليه فالتلاوة مغنم تفز من المولى بعفو ورحمة ... ومن غير رب الناس للناس يرحم ورتل لنا الآيات في صوت خاشع ... وجوده بالأحكام ذلك أعظم وإن شئت فاقرأ ما تيسر قانتا ...قراءته تشفي النفوس وترنم القرآن الكريم... كلام الله عز وجل, وهو كتابنا الخالد, ودستورنا المنزه عن العيب والنقائص... القرآن الكريم ... هو النور والضياء, إذ به تستضيء لنا الدروب, وتشرق لنا الحياة قال تعالى"وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشـَـاءُ مِنْ عِبَادِنَا" الشورى القرآن الكريم ... هو حبل الله المتين فبه تحصل الهداية والنجاة قال تعالى "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ " الإسراء ولذلك يجد المتأمل في سيرة سلفنا الصالح كيف كان الاهتمام بهذا الوحي العظيم اهتماماً لم يقف عند مجرد الحفظ لحروفه وآياته, بل الأمر عندهم أعظم من هذا بكثير فقد أخذوه بحقه. تلاوة وحفظاً, وتدبراً وفهماً, وتطبيقاً وعملاً.في وقت صببنا جل اهتمامنا بالحفظ المجرد, الخالي من البحث والتأمل... وليس المقصود بهذا أننا ندعو لترك حفظه وتلاوته وتجويده؛ ففي ذلك أجر كبير,لكن ما نطمح إليه ونبحث عنه التوازن بين الحفظ والتلاوة والتجويد من جهة وبين الفهم والتدبر ومن ثم العمل به من جهة أخرى كما كان عليه سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى ولنقف وقفة تأمل ومحاسبة دقيقة لأنفسنا المقصرة...نحن أهل القران لكن هل قمنا بحق القران على الوجه الأتم؟؟؟ أم مجرد كل اهتمامنا هو حفظ الآيات حفظاً عقيماً خالياً من التدبر والتأمل؟؟؟ ماذا نقصد بتدبر القرآن؟ التدبر بشكل عام هو النظر في عواقب الأمور وما تؤول إليه.وتدبر القرآن: هو تفهم معاني ألفاظه ومقاصد آياته, والتفكر فيما تدل عليه؛ ليتعظ القلب وتخشع النفس وتهتدي بنوره, وتخضع لأوامره, وينشرح الصدر للعمل الصالح. درجات تدبرالقران الكريم: الدرجة الأولى: التفكر والنظر والاعتبار, قال تعالى{كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون}البقرة الدرجة الثانية: التأثر وخشوع القلب, قال تعالى "إن الذين أُتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا*ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا* ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا" الإسراء الدرجة الثالثة: الاستجابة والخضوع لله, ,هذا من أعظم مقاصد التدبر, وقد قال تعالى "وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون" الأنعام الدرجة الرابعة: استخراج الحكم, واستنباط الأحكام. علامات تدبرالقران الكريم: هذه العلامات تحدث الله عنها عز وجل في كتابه, مبيناً حال عباده الصالحين مع كلام ربهم.يصف لنا بكل دقة وجلاء, كيف تعاملوا مع الوحي الذي يُتلى عليهم, ويحفظونه في صدورهم قال الله في وصفهم: * "وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّيَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }المائدة * "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" الأنفال * {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا*وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً* وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} الإسراء * {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} الفرقان * "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}الزمر فتحصل من الآيات السابقة سبع علامات هي: 1- انسكاب العبرات خشية وتلذذاً. 2- وجل وخشية تستقر في القلب. 3- زيادة ملحوظة في الإيمان. 4- السجود تعظيماً لله عز وجل. 5- اجتماع القلب والفكر أثناء التلاوة والاستماع. 6- قشعريرة البدن من خشية الله وتعظيمه. 7- ثم يعقبها الرجاء والسكينة. فهنيئاً لمن كان هذا حاله مع كلام ربه, هنيئاً له تلك اللذة والأنس التي تتسرب إلى قلبه, هنيئاً له فهو يعيش مع القران عيشة حقيقة, تختلف وتبتعد كما بين المشرقين عمن يعيش مع القران وهمه آخرالسورة, يقلب صفحات المصحف وتمر به الآية تلو الآية والقلب منشغل غافل لاهٍ,حارماً نفسه من ثمرات عظيمة.. فما هي ثمرات تدبرالقران الكريم؟ لاشك أن من يقف متأملاً ومتدبراً لكلام ربه عز وجل, أنه رابح ربحاً عظيماً وخيراً وفيراًيقول ابن القيم رحمه الله:"فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته: من تدبر القرآن، وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته..." |
|
04-21-2012, 04:22 AM | #4 |
|
رد: علم تفسير القرآن الكريم
ما فائدة قراءة القرآن إذا كنت أنساه ؟! كان هناك رجل يعيش في مزرعة بإحدى الجبال مع حفيده الصغير وكان الجد يستيقظ كل يوم في الصباح الباكر ليجلس إلى مائدة المطبخ ليقرأ كان حفيده يتمنى أن يصبح مثله في كل شيء ، لذا فقد كان حريصاً على أن يقلده في كل حركة يفعلها وذات يوم سأل الحفيد جده: يا جدي ، إنني أحاول أن أقرأ القرآن مثلما تفعل ، ولكنني كلما حاولت أن أقرأه أجد انني لا أفهم كثيراً منه وإذا فهمت منه شيئاً فإنني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحف .. فما فائدة قراءة القرآن إذاً ؟ وقتها كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة ، فتلفت بهدوء وترك ما بيده ثم قال: خُذ سلة الفحم الخالية هذه واذهب بها إلى النهر ، ثم ائتِني بها مليئة بالماء ، ففعل الولد كما طلب منه جده ولكنه فوجىء بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت ، فابتسم الجد قائلاً له: ينبغي عليك أن تسرع الي البيت في المرة القادمة يابني ، فعاود الحفيد الكرَّة ، وحاول أن يجري إلى البيت ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرة ، فغضب الولد وقال لجده: إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء ، والآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملئه لك ماءً فقال الجد: لا أنا لم أطلب منك دلواً من الماء ، أنا طلبت سلة من الماء ، يبدو أنك لم تبذل جهدا ًكافياً ياولدي ثم خرج الجد مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذ عملية ملء السلة بالماء , كان الحفيد موقناً بأنهاعملية مستحيلة ، ولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة العملية فملأ السلة ماء ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده ليريه ، وهو يلهث قائلاً: أرأيت؟ لا فائدة فنظر الجد إليه قائلا: أتظن أنه لا فائدة مما فعلت؟ تعال وانظر إلى السلة ، فنظر الولد إلى السلة ، وأدرك للمرة الأولى أنها أصبحت مختلفة لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم إلى سلة نظيفة تماما ً من الخارج والداخل فلما رأى الجد الولد مندهشاً ، قال له: هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ القرآن ، قد لاتفهم بعضه وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته ولكنك حين تقرأه ... سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا واجعله شفيعاً لنا لا علينا |
|
04-21-2012, 04:23 AM | #5 |
|
رد: علم تفسير القرآن الكريم
فمن ثمرات التدبر... 1- رسوخ اليقين في القلب, قال تعالى { هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ }الجاثية فكلما زاد تمعنك وعرض قلبك على آيات ربك...ازددت يقيناً, وثباتاً وعلواً. 2- زيادة الإيمان، قال تعالى { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} ففهمك لما تقرأ واستشعار عظمة الخطاب الموجه إليك, يزيد من إيمانك بربك,ويجعلك مستبشراً بعظيم فضله ومنته, بعكس المنافق المعرض صاحب القلب المريض إذلا تزيدهم إلا شكاً ومرضاً وإعراضاً. 3- وفي التدبر الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى فلقد أمرنا بذلك فقال {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} النساء. 4- بالتدبر تنشرح الصدور ، وتستنير القلوب, قال تعالى { يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين*قل بفضل اله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} يونس 5- به تنالين العلم الصحيح النافع المثمر, ففيه هدايتك وبصيرتك, قال تعالى: { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } سورة فصلت . 6- يزيد من زهدك في الدنيا لأنك عرفت حقيقتها, ويتعلق قلبك بالحياة السرمدية المقبلة قال الحسن :" يا ابن آدم: والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حُزْنُك،وليشتدَّنَّ في الدنيا خوفُك، وليكثُرَنَّ في الدنيا بكاؤك". 7- يزيد من همتك ونشاطك في التزود من الطاعات والبعد عن السيئات, وهذا نتيجة طبيعية لزيادة الإيمان الحاصلة بسبب التدبر. كيف السبيل إلى تدبر القرآن الكريم؟ كلنا يطمع في أن يصيب الهدف, ويجني الثمار اليانعة للتدبر... وسنعرض هنا بعض الوسائل التي تعيننا بإذن الله على تحقيق ذلك: 1- الإخلاص لله في طلب التدبر, فلا تقصد بذلك رغبة في الشهرة أو التعالي والارتفاع على أصحابك وإخوتك فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال (من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل ، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة [ يعني ريحها]) سنن أبي داوود. 2- استشعار أن الله سبحانه وتعالى يخاطبك وأنت بهذه الآيات, وقد قال محمد بن كعب: " من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله ". 3- الاستجابة الفورية لما يمر بك من أوامر ونواهي قال ابن مسعود في قوله تعالى { يتلونه حق تلاوته} قال: " والذي نفسي بيده إن حق التلاوة أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرؤه كما أنزله الله ". 4- الإقبال على القرآن بحب وتهيئ من حسن التطهر واختيار المكان المناسب فإن هذا مما يزيد من نشاط النفس والإقبال على الطاعة. 5- الاستعانة بالله واللجوء إليه والاستعاذة من وساوس الشيطان عند الشروع في التلاوة . قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان : "الشيطان يجلب على القارئ بخيله ورجله حتى يشغله عن المقصود بالقرآن ، وهو تدبره وتفهمه ، ومعرفة ما أراد به المتكلم به سبحانه ، فيحرص بجهده على أن يحول بين قلبه وبين مقصود القرآن فلا يكمل انتفاع القارئ به فأُمر عند الشروع أن يستعيذ بالله تعالى منه " أ.هـ 6- العناية بترتيل القرآن امتثالاً لقول الله عز وجل{ ورتل القرآن ترتيلا} المزمل.. والترتيل يُقصد به القراءة المتأنية المتمهلة, فلا يكن الهم وشغلك الشاغل أن أنهي هذه السورة أو هذا الجزء, قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " اقرؤوا القرآن ، ولا تنثروه نثر الدقل، ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، حركوا به القلوب،ولا يكن هم أحدكم آخر السورة" |
|
04-21-2012, 04:24 AM | #6 |
|
رد: علم تفسير القرآن الكريم
7- احضر قلبك عند تلاوته وسماعه, قال ابن قيم رحمه الله: "إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى:{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}ص 8- الجهر بالتلاوة وتحسين الصوت مما يزيد الخشوع في النفس ويعين على التدبر, فعن ابن أبي ليلى رحمه الله قال:"إذا قرأت فاسمع أذنيك فإن القلب عدل بين اللسان والأذن" 9- ردد الآية التي تؤثر فيك وتحرك معها قلبك.. فعن أبي ذر رضي الله عنه قال:قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها وهي قوله تعالى{إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}المائدة 10- استدعاء البكاء والخشية عند قراءته. 11- الاستعانة بعد الله بكتب التفاسير للعلماء الثقات, فلا يمكن أن تحقق التدبر إلا بعد أن تفهم معاني ما تقرأه من آيات وأسباب نزولها والأحداث المصاحبة لها. 12- تخصيص ورد يومي للتدبر, فتكون ختمتك هذه ختمة تدبر تلخص فيها ما استفدته من فوائد وعبر,ولا بأس إن أخذت فيها السنة أو أكثر. 13- التدرج في التدبر والتأمل حتى لا يكثر على النفس فتمل ثم تترك هذا العمل وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتعلموا عشر آيات فلم يجاوزوهنّ حتى يعرفوا معانيهنّ والعمل بهنّ. 14- التجاوب مع الآيات فإذا مررت بآية فيها استعاذة فتعوذ, وإن مررت بتسبيح لله فسبح, وإذا مررتِ بدعاء واستغفار فادعي واستغفر وقد كان هذا هدي نبيك عليه الصلاة والسلام. لقد كانت هذه جملة من الأسباب والمفاتيح التي تعين على تدبر كتاب ربنا عز وجل... هل هناك موانع تحول بيني وبين تحقيق التدبر؟ نعم أيها الفاضل فهناك أسباب وصوارف تحول بينك وبين التدبر ومنها: 1- الذنوب والإصرار على المعاصي قال تعالى{ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغيرالحق}الأعراف فالذنوب سبب لظلمة القلب والإقفال عليه وحجبه عن نور الله عز وجل. 2- التعلق الزائد بالدنيا وملذاتها, فهذا مما يصرف القلب عن التلذذ بالخطاب الرباني. 3- التكلف المبالغ فيه وحصر الإهتمام فقط بتحسين الصوت بالقراءة بعيداً عن التدبر. 4- الإعتقاد بأن التدبر هو مهمة مقصورة على العلماء والمفسرين, وهذا خطأ فالتدبر واجب مأمور به الجميع قال ابن كثير: "يقول الله تعالى آمراً عباده بتدبر القرآن وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة:{ أفلا يتدبرون القرآن }" فهذا أمر صريح بالتدبر والأمر للوجوب. ختاماً... ما أجمل أن نعيش مع كتاب ربنا عز وجل.... نبحر في معانيه, ونغوص في لطائفه وأسراره... وتجول خواطرنا في الحكم النابعة منه...فإذا ذقت هذه الحلاوة, ووجدتِ لذتها في نفسك... فابتدر بها من حولك, من أهلك وإخوانك وأخواتك وأصدقائك...لنحيي هذه العبادة العظيمة, التي شغل عنها الكثير والتي لا يجب ويعاب على حافظ الوحيين أن ينشغل عنها... أسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وأسأله أَنْ ينَوِّرَ بِكِتَابِه أَبْصَارَنا، وَأَنْ يُطْلِقَ بِهِ ألسِنتَنا ,وَأَنْ يغسلَ بِهِ قُلوبَنا، وَأَنْ يشْرَحَ بِهِ صُدورَنا، وَأَنْ يُفرّج به هُمومَنا وسَائرَ المسلمينَ والمسلمات.. |
|
04-21-2012, 04:25 AM | #7 |
|
رد: علم تفسير القرآن الكريم
<b>
التفسير علم يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وأعلم أن من المعلوم أن الله تعالى إنما خاطب خلقه بما يفهمونه ولذلك أرسل إليهم رسول بلسان قومه وأنزل كتابه على لغتهم ،وإنما احتيج إلى التفسير لما سنذكر بعد تقرير قاعدة وهى أن من وضع من البشر كتابافإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة أحدها كمال فضيلة المصنف فإنه لقوته العلمية يجمع المعاني الدقيقة في اللفظ الوجيز فربما عسر فهم مراده فقصد بالشرح ظهور تلك المعاني الخفية ومن هنا كان شرح بعض الأئمة تصنيفه أدل على المراد من شرح غيره له , واحتمال اللفظ لمعان ثلاثة كما في المجاز والاشتراك ودلالة الالتزام فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه وقد يقع في التصانيف ما لا يخلو منه بشر من السهو والغلط وتكرار الشيء وحذف المهم وغير ذلك فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك .وإذا علم هذا فنقول إن القرآن إنما أنزل بلسان عربي مبين في زمن أفصح العرب وكانوا يعلمون ظواهره وأحكامه ،أما دقائق باطنه فإنما كان يظهر لهم بعد البحث والنظر من سؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم في الأكثر كسؤالهم لما نزل ( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) فقالوا أينا لم يظلم نفسه ففسره النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك ، واستدل عليه بقوله تعالى ( إن الشرك لظلم عظيم ) وكسؤال عائشة رضي الله عنها عن الحساب اليسير فقال ذلك العرض ومن نوقش الحساب عذب ، وكقصة عدي ابن حاتم في الخيط الذي وضعه تحت رأسه وغير ذلك مما سألوا عن آحاد منه ، ولم ينقل إلينا عنهم تفسير القرآن وتأويله بجملته فنحن نحتاج إلى ما كانوا يحتاجون إليه وزيادة على ما لم يكونوا محتاجين إليه من أحكام الظواهر لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلم فنحن أشد الناس احتياجا إلى التفسير . ومعلوم أن تفسيره يكون بعضه من قبيل بسط الألفاظ الوجيزة وكشف معانيها وبعضه من قبيل ترجيح بعض الاحتمالات على بعض لبلاغته ولطف معانيه ولهذا لا يستغنى عن قانون عام يعول في تفسيره عليه ويرجع في تفسيره إليه من معرفة مفردات ألفاظه ومركباتها وسياقه وظاهره وباطنه وغير ذلك مما لا يدخل تحت الوهم ويدق عنه الفهم . |
|
04-21-2012, 05:05 AM | #8 |
|
رد: علم تفسير القرآن الكريم
|
|
04-21-2012, 11:48 AM | #9 |
|
رد: علم تفسير القرآن الكريم
جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك وانارالله دربك بالايمان ربي يسعدك ويخليك يعطيك العافية ماننحرم من جديدك المميز |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|