العودة   -*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- > «۩۞۩- الــأقــســام الــإســــــــــلامــــــــية -۩۞۩» > 【 الــمـنـتــدى الإســـلامـــي 】
【 الــمـنـتــدى الإســـلامـــي 】 المواضيع الإسلامية والإعجاز العلمي في القرآن والسنة
التسجيل روابط مفيدة

الملاحظات

الإهداءات


تعريف مفهوم التوسل‎...

【 الــمـنـتــدى الإســـلامـــي 】


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
[/TABLE1]

قديم 04-27-2012, 02:37 PM   #1


الصورة الرمزية عاشقة المستحيل
عاشقة المستحيل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1539
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 01-03-2020 (02:26 AM)
 المشاركات : 24,430 [ + ]
 التقييم :  978
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تعريف مفهوم التوسل‎...



[TABLE1="width:70%;background-color:black;border:10px double royalblue;"]




التوسل - 1

تعريف مفهوم التوسل

الحمد لله الذي جعل نوراً ليهتدى به في ظلمات الجهالة، فلولا العلم لضل الناس طريق الحق والاستقامة، لذا فإن المولى تبارك وتعالى يرفع أهل العلم درجات لأنهم صاروا مصابيح الهدى وكواكب الدجى ينيرون الطريق لطالبي المعرفة.
وهذه رسالة إلى كل من يدعى أنه يعلم كل شيء. ولكل من يدعي أنه يعرف كل شيء، وإلى كل من يدعى الصواب في كل شيء، نقول لكل هؤلاء وغيرهم تواضعوا، فقد غلقتم على أنفسكم بهذا القول باب العلم والمعرفة، وتذكروا قول من قال: (تواضع لرب العرش علّك ترفع، فما خاب عبد للمهيمن يخضع، وداوى قلبك بذكر الله فإنه لأشفى دواء للقلوب وأنفع)، وحقاً إن ذكر الله ينور القلوب فإذا استأثرت القلوب، أصبحت وعاءاً نقياً، ومحلاً طاهراً لنفائس العلوم، فبغير هذا النور ترى المدعين يتخبطون في ظلمات الجهل والإنكار والاستهانة بغيرهم من حملة العلم والمعرفة، فعلي كل من يطلب العلم والمعرفة تطهير قلبه وتزكيه نفسه وترك المعاصي أولاً فهذه كلها عوائق في طريق طلب العلم وتحصيله، ورحم الله أمامنا الشافعي حيث قال: (شكوت إلى وكيع سوء حفظي، فأرشدني بترك المعاصي، وأخبرني بأن العلم نور، ونور الله لا يُهدى لعاصي)، ومن المعوقات أيضاً أن كل من عنده شيء من العلم أو قليل من العلم يكتفي بذلك ويتوقف عن طلب العلم، وهذا خطأ كبير!. فقد قال رسولنا المعلم صلوات الله عليه: (أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد)، فمن هذا الحديث يجب أن يكون الإنسان دائماً وأبداً في طلب العلم أو طلب الزيادة من العلم، كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {وقل رب زدني علما}، علماً بأنه أعلم خلق الله على الإطلاق، ولكن الله طلب منه صلوات الله عليه أن يطلب المزيد، لأن العلم لا يقف عند حد، لذا فهو صلوات الله عليه يُرغب كثيراً في طلب العلم، فيقول: (ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع)، وقال صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، وغير ذلك كثير، ومن المعوقات لطالب العلم أن يظن أنه بلغ من العلم ما جعله فوق غيره ولا أحداً أعلم منه، وهذا خطأ كبير، لقول الله عز وجل {وفوق كل ذي علم عليم} فهيا يا طالب العلم، أطلب العلم من منابعه الطيبة الطاهرة من أهل النسب الشريف والاعتقاد الصحيح بأهل القلوب الصافية ممن ثبتت لهم الأمانة وثبتت لهم الكرامة، وأجمعت الأمة على صدق ما قالوه وفعلوه، سواء كانوا من أهل التفسير أو الفقه أو أهل القرآن أو أهل الذكر والسير إلى الله، أو أهل الحديث، فلكل صنف من أصناف هذه العلوم أئمة معتمدين ومذكورين ومشكورين يُقتدى ويُهتدى بهم، فإ اقتدينا بهم سلكنا أسلم طريق، لما عندهم أوضح الأدلة وأبلغ بيان وساطع البرهان، والدين كله علم وعمل ودليل وبرهان ولأجل هذه المبادئ السامية.
وعندما كثُر، الإنكار والاعتراض في أيامنا على كثير من أمور الدين بغير دليل ولا حجة فقد نهض بعض أفراد هذه الأمة بعون الله وتوفيقه بأعداد رسائل فيها مسائل تهم أمور المسلمين، فيها الدليل من كتاب الله وسنة رسوله، وإجماع الأمة أو قول صحابي أو قول إمام معتمد، لأجل وحدة الصف، وتنقيه الفتاوى مما علق بها من شوائب، وإصلاح ما فسد، وإقامة من هدمه، وإحياء لتعاليم هذا الدين العظيم السمحة، وعلى الله قصد السبيل وهو ولي التوفيق.
ومن الموضوعات التي تحتاج التصحيح والتنقيح والفهم الصحيح موضوع التوسل، فأهل الإنكار منهم من يقول أن التوسل شرك، ومنهم من يقول أن التوسل بالعمل الصالح فقط، ومنهم من يقول ليس هناك توسل وهكذا اعتراضات كثيرة، بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، وما لنا في الدين يا إخوانا إلا قول الله أو قول الرسول فمن لم يأت على قوله أو إدعاءه بدليل من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا إلتفات لقوله، لذا نشرع بعون الله وتوفيقه أولاً وآخراً في الحديث عن هذا الموضوع وأدلته من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وها هي الأدلة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار والله الموفق.
المفهوم الأول: أن التوسل هو أحد طرق الدعاء وباب من أبواب التوجه إلى الله سبحانه وتعالى، فالمقصود الأصلي الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى، والمتوسل به إنما هو واسطة ووسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ومعناه أيضاً هو السبب الذي يوصلك إلى المسبب.
المفهوم الثاني: أن المتوسل ما توسل بهذه الواسطة إلا لمحبته لها واعتقاده أن الله سبحانه وتعالى يحبها.
المفهوم الثالث: أنه يجب على المتوسل أن يختار في توسله الرسل والأنبياء والأولياء أهل الفضل والمحبة والعمل الصالح والمقبول عند الله.
المفهوم الرابع: يُشرع التوسل بأسماء الله الحسنى وبالأعمال الصالحة كلها، وإعلم أن من توسل بشخص ما فهو لأنه يحبه، إذ يعتقد صلاحه وولايته وفضله تحسيناً للظن به، أولاً لأنه يعتقد أن هذا الشخص محب لله سبحانه وتعالى يُجاهد في سبيله، أو لأنه يعتقد أن الله تعالى يحبه كما قال الله تعالى {يحبهم ويحبونه}، أو لإعتقاده هذه الأمور كلها في الشخص المتوسل به، وإذا تدبرت الأمر وجدت أن هذه المحبة وذلك الاعتقاد من عمل المتوسل لأنه اعتقاده الذي انعقد عليه قلبه فهو منسوب إليه ومسؤول عنه ومثاب عليه، وكأنه يقول: ( يا رب إني أحب فلاناً وأعتقد أنه يحبك وهو مخلص لك ويجاهد في سبيلك، وأعتقد أنك تحبه وأنت راض عنه، فأتوسل إليك بمحبتي له وبإعتقادي فيه أن تفعل كذا وكذا)، ولكن أكثر المتوسلين يتسامحون في التصريح بهذا الأمر مكتفين بعلم من لا تخفي عليه خافية في الأرض ولا في السماء يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فمن قال: (اللهم إني أتوسل إليك بنبيك)، هو ومن قال: (اللهم إني أتوسل إليك بمحبتي لنبيك) سواء بسواء، لأن الأول ما أقدم على هذا إلا لمحبته وإيمانه بنبيه، ولولا المحبة له والإيمان به ما توسل به، وهكذا يقال في حق غيره صلى الله عليه وسلم من أولياء الأمة.



التوسل - 2
أدلــة مـا عـليـه

المسلمون من التوسل


قال الله تعالى
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة} المائدة 53، والوسيلة هي كل ما جعله الله سبباً للزلفي عنده ووصلة إلى قضاء الحوائج منه، والمدار فيها على أن يكون للوسيلة قدر وحرمة عند المتوسل إليه.
لفظ الوسيلة عام في الآية كما ترى، فهو شامل للتوسل بالذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد الممات وبالاتيان بالأعمال الصالحة على الوجه المأمور به وللتوسل بها بعد وقوعها، وفيما يلي سترى من الأحاديث والآثار ما يجلي لك هذا العموم واضحاً لترى أنه قد ثبت التوسل به صلى الله عليه وسلم قبل وجوده وبعد وجوده في الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة.
التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل وجوده البشري
توسل سيدنا آدم به: قد جاء في الحديث عن سيدنا عمررضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما اقترف آدم الخطيئة قال: يارب، أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال الله: يا آدم، وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب، لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت فـيَّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم، وإنه لأحب الخلق إلي، ادعني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك) أخرجه الحاكم في المستدرك ج2، ص165، ورواه الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية وصححه، ورواه البيهقي في دلائل النبوة، وصححه أيضاً القسطلاني والزرقاني في المواهب اللدنية ج2 ص62، والسبكي في شفاء السقام)، وجاء من طريق آخر عن طريق بن عباس رضي الله عنه بلفظ: (فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار) (رواه الحاكم في المستدرك ج2 ص615 وقال: صحيح الإنساد وصححه شيخ الإسلام البلقيني في فتاويه ورواه أيضاً الشيخ بن الجوزي في الوفاء في أول كتابه، ونقله بن كثير في البداية ج1 ص180)، وروي بن المنذر في تفسيره عن محمد بن علي بن حسين بن علي عليهم السلام قال: (لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه واشتد ندمه، فجاءه جبريل عليه السلام فقال:يا آدم، هل أدلك على باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه؟، قال: بلى يا جبريل، قال قم في مقامك الذي تناجي فيه ربك فمجده وامدحه، فليس شيء أحب إلى الله من المدح، قال: فأقول ماذا يا جبريل؟، قال: فقل:لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير، ثم تبوء بخطيئتك فتقول: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت، رب إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي، قال: ففعل آدم، فقال الله: يا آدم، من علمك هذا؟، فقال: يا رب لما نفخت فـيَّ الروح فقمت بشراً سوياً أسمع وأبصر وأعقل وأنظر، رأيت على ساق عرشك مكتوباً، بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله، فلما لم أر على أثر اسمك اسم ملك مقرب ولا نبي مرسل غير اسمه، علمت أنه أكرم خلقك عليك، قال: صدقت، وقد تبت عليك وغفرت لك) (وكذا في الدر المنثور للسيوطي ج1 ص146)، ومحمد بن علي بن الحسين هو أبوجعفر الباقر من ثقات التابعين وساداتهم، أخرجه الستة.
روي عن جابر وأبي سعيد وبن عمر وغيرهم، وروي أبو بكر الآجري في كتابه (الشريعة) قال: (حدثنا هارون بن يوسف التاجر قال: حدثنا أبومروان العثماني قال: حدثني أبوعثمان بن خالد عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أنه قال: من الكلمات التي تاب الله بها على آدم قال: اللهم إني أسألك بحق محمد عليك، قال الله تعالى: وما يدريك ما محمد؟، قال: يا رب، رفعت رأسي فرأيت مكتوباً على عرشك لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه أكرم خلقك).



التوسل - 3
فـوائـد مـهـمة
من حديث توسل آدم
وفي حديث التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتشرف العالم بوجوده فيه، وأن المدار في صحة التوسل علي أن يكون للمتوسَّل به القدر الرفيع عند ربه عز وجل، وأنه لا يشترط أن يكون حياً في دار الدنيا.
توسل اليهود به صلى الله عليه وسلم قبل وجوده وجاء ذلك في القرآن حيث قال تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي الكافرين} (البقرة 89)، قال ا بن عباس: (كانت يهود خيبر تقاتل غطفان، فلما التقوا هُزمت يهود، فدعت يهود بهذا الدعاء وقالوا: إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان أن تنصرنا عليهم، قال: فكانوا إذا إلتقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا، فأنزل الله تعالي: {وكانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا}، أي بك يا محمد، إلى قوله: {فلعنة الله على الكافرين} (تفسير القرطبي جـ 22 ص 26، ص 27).
التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد إنتقاله: ففي صحيح البخاري أنه لما جاء الأعرابي وشكا للنبي صلى الله عليه وسلم القحط فدعا الله فإنجابت السماء بالمطر، قال صلى الله عليه وسلم: (لو كان أبو طالب حياً لقرت عيناه، ومن ينشدنا قوله؟)، فقال عليّ رضي الله عنه: يا رسول الله كأنك أردت قوله:
وأبيض يُستسقي الغمام بوجهه ثُمال اليتامي عصمة الأرامل
فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله (يستسقي الغمام بوجهه)، وكان سبب إنشاد أبي طالب هذا البيت من جملة قصيدة مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم أن قريشاً في الجاهلية أصابهم قحط فاستسقي لهم أبو طالب وتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكان صغيرا، فأغدق عليهم السحاب بالمطر، فأنشأ أبو طالب تلك القصيدة.
وعن عثمان بن حنيف رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره، فقال: يا رسول الله، ليس لي قائد، وقد شق علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إئت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة، يا محمد يا نبي الرحمة إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي بصري، اللهم شفعه في وشفعني في نفسي، قال عثمــان: فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتي دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر)، وقال الذهبي عن الحديث أنه صحيـح (جـ2 ص 519)، وقال الترمذي في أبواب الدعوات آخر السنن: هذا الحديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي.
قلت، والصواب أن أبا جعفر هو الخطمي المدني كما جاء مصرحاً به في روايات الطبراني والحاكم والبيهقي، وزاد الطبراني في المعجم الصغير أن اسمه عمير بن يزيد وأنه ثقة، قال العلامة المحدث الغماري في رسالته إتحاف الأذكياء: وليس من المعقول أن يجمع الحفاظ علي تصحيح حديث في سنده مجهول، خصوصاً الذهبي والمنذري والحافظ، قال المنذري: رواه أيضاً النسائي وابن ماجه وابن خزيمه في صحيحه، كذا في الترغيب كتاب النوافل باب الترغيب في صلاة الحاجة (ج 2ص 438)، وليس خاصاً بحياته صلى الله عليه وسلم، بل استعمل بعض الصحابة هذه الصيغة من التوسل بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، فقد روي الطبراني هذا الحديث وذكر في أوله قصة، وهي أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له، وكان عثمان رضي الله عنه لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي الرجل عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: (إئت الميضأة فتوضأ ثم فصلِ ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيقضي حاجتي. وتذكر حاجتك.، فإنطلق الرجل فصنع ما قاله، ثم أتي باب عثمان، فجاء البواب حتي أخذه بيده فأدخله علي عثمان فأجلسه معه على الطنفســة وقال: (ما حاجتك؟)، فذكر حاجته، فقضاها له، ثم قال: (ما ذكرت حاجتك إلى حتى كانت هذه الساعة)، ثم قال: (ما كانت لك حاجة فإتـنا)، ثم أن الرجل لما خرج من عنده لقي عثمان بن حنيف وقال له: (جزاك الله خيرا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلى حتي كلمته في)، فقال عثمان بن حنيف: (والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أوتصبر؟)، فقال: (يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي)، فقال لـه النبـي صلـي الله عليـه وسلـم: (إئت الميضأة فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال ادع بهذه الدعوات)، فقال عثمــان بن حنيف: (فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتي دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط)، قال المنذري: رواه الطبراني، وقال بعد ذكره: والحديث صحيح، كذا في الترغيب (جـ 1، ص 440) وكذا في مجمع الزوائد (جـ 2، ص 279) وحاصل القصة أن عثمان بن حنيف الراوي للحديث المشاهد للقصة علم من شكا إبطاء الخليفة عن قضاء حاجته هذا الدعاء الذي فيه التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والنداء له مستغيثاً به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، ولما ظن الرجل أن حاجته قضيت بسبب كلام عثمان مع الخليفة، بادر ابن حنيف بنفي ذلك الظن، وحدثه بالحديث الذي سمعه وشهده ليثبت له أن حاجته إنما انقضت بتوسله به صلى الله عليه وسلم وندائه له واستغاثته به وأكد ذلك له بالحلف أنه ما كلم الخليفة في شأنه.

التوسل - 4
توسل سيدنا عمر بالعباس
أخرج البخاري في صحيحه عن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه - كانوا إذا قحطوا - إستسقي بالعباس بن عبد المطلب، فقال: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وأنا أتوسل إليك بعم نبينا فإسقنا)، وأخرج الزبير بن بكار من طريق غيره هذه القصة بأبسط من هذا، وتلخيصها عن عبد الله بن عمر قال: (إستسقي عمر بن الخطاب عام الرمادة (بفتح الراء وتخفيف الميم)، وسميت بذلك لكثرة تطاير الرماد لإحتباس المطر، بالعباس بن عبد المطلب، فخطب الناس فقـال: يـأيها الناس، إن رسول الله كان يري للعباس ما يري الولد للوالد، فإقتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في عمه، وإتخذوه وسيلة إلى الله، إدعوا يا عباس)، فكان من دعائه رضي الله عنه: (اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه القوم بي إليك لمكانتي من نبيك، وهذه إيدينا مرفوعة إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة، فإسقنا الغيث، وإحفظ اللهم نبيك في عمه)، فأرخت السماء مثل الجبال حتي أخصبت الأرض وعاش الناس، وأقبل الناس على العباس يتمسحون به ويقولون له: (هنيئاً لك يا ساقي الحرمين)، وقال عمر رضي الله عنه: (ذلك والله الوسيلة إلي الله والمكانة منه)، وفي ذلك أنشد عباس بن عتبة بن أخيه أبيات، منها:
بعمي سقي الله الحجاز وأهله عشية يستسقي بشيبته عمر
وقال بن عبد البر: وفي بعض الروايات، فأرخت السماء، عز إليها فجائت بأمثال الجبال حتي إستوت الحفر بالآكام وأخصبت الأرض وعاش الناس، فقال عمر رضي الله عنه: (هذا والله الوسيلة إلي الله عز وجل والمكانة منه)، وقال حسان بن ثابت:
سأل الإمام وقد تتابع جدبنـا فسقي الغمام بغرة العبـاس
عم النبي وصنو والده الـذي ورث النبي بذاك دون الناس
أحيا الإله به البلاد فأصبحتمخضرة الأجناب بـعــدا
وقال الفضل بن عباس بن عتبة:
بعمي سقي الله الحجاز وأهلـه عشية يستسقي بشيبته عمــر
توجه بالعباس في الجدب راغباً فما كر حتي جاء بالديمة المطر
وفي رواية: (وطفق الناس بالعباس يمسحون أركانه ويقولون: هنيئاً لك ساقي الحرمين)، كذا في الإستيعاب لإبن عبد البر في ترجمة العباس، وكان الحق لعمر في أن يؤم الناس مستستقياً لهم، لكنه تأخر عن حقه وقدم العباس للإستسقاء تعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتفخيماً لأهله وتقديماً لعمه صلى الله عليه وسلم علي نفسه مبالغة في التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم ما إستطاع، وحث الناس علي إتخاذ العباس وسيلة إلى الله جل شأنه وكذلك إتخذه هو وسيلة بتقديمه ليدعو ليقيمه بذلك مقام الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان حيا، فإستسقي لهم بالمصلى ليكون أبلغ في تعظيمه والإشادة بفضل أهل بيته، وبين عمر ذلك في دعائه حيث قال: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فإسقنا)، يعني كنا نتوسل إليك بخروجه بالناس إلى المصلى ودعائه لهم وصلاته بهم، وإذا تعذر ذلك علينا لوفاته عليه الصلاة والسلام، فإني أقدم من هو من أهل بيته ليكون الدعاء أرجي للقبول وأرجي للإجابة، ولما دعا سيدنا العباس رضي الله عنه توسل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (وقد تقرب القوم بي لمكانتي من نبيك، أي قرابتي منه، فإحفظ اللهم نبيك في عمه، يعني إقبل دعائي لأجل نبيك)، فالقضية في الإستسقاء، ولها صلة بالتوسل الذي نحن بصدد الكلام عنه، والذي وقع فيه الخلاف، وهذا أمر يعرفه كل ذي عينين، لأن القصة تدل على هذا بوضوح، فقد أصابهم القحط وإحتاجوا إلي إقامة الإستغاثة بصلاة الإستسقاء، وهذا يحتاج إلى إمام ليصلي بهم ويدعو لهم ويقيم هذه الشعيرة الإسلامية التي كان يقيمها النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في دار التكليف كغيرها من شعائر الدين من إقامة وخطبة وجمعه، فهي وظائف تكليف لا يقوم بها أهل البرزخ لإنقطاع التكليف عنهم وإشتغالهم بما هو أعظم من ذلك.

جزاكم الله خيرااااا




 
 توقيع : عاشقة المستحيل



رد مع اقتباس
قديم 04-27-2012, 02:53 PM   #2


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تعريف مفهوم التوسل‎...




جزآكَ الله كل خير ع الطرح ولاحرمكَ الله

من الأجر , يعطيكَ العآفية
لروحكَ الطُهر


 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس
قديم 04-27-2012, 04:22 PM   #3


الصورة الرمزية ابوماجد
ابوماجد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1035
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 10-03-2012 (08:43 PM)
 المشاركات : 8,868 [ + ]
 التقييم :  100
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تعريف مفهوم التوسل‎...




جَزآكــ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ ..،
جَعَلَ يومَكــ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُ الله في مُوآزيَنَ آعمآلَكــ
دَآمَ لَنآ عَطآئُكــِ ..


 
 توقيع : ابوماجد



رد مع اقتباس
قديم 04-28-2012, 07:10 AM   #4


الصورة الرمزية ابوغلاء
ابوغلاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 436
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 06-05-2014 (11:23 PM)
 المشاركات : 6,948 [ + ]
 التقييم :  1484
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تعريف مفهوم التوسل‎...





 
 توقيع : ابوغلاء



مـن هـنــا مـدونـة ((** أبـوووغـــلاااااء **))

http://www.sh22r.com/vb/sh22r38550/


رد مع اقتباس
قديم 04-28-2012, 11:40 AM   #5


الصورة الرمزية سعودي ودقولي التحية
سعودي ودقولي التحية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1636
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 09-16-2012 (03:25 PM)
 المشاركات : 12,032 [ + ]
 التقييم :  125
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تعريف مفهوم التوسل‎...



شكراً اخيتى على الموضوع القيم والمفيد وجزاكى الله خير الجزااء
اللهــ يحفظكــ ويحميكــ
يارب


 
 توقيع : سعودي ودقولي التحية





رد مع اقتباس
قديم 04-29-2012, 02:19 AM   #6


الصورة الرمزية آحسآس آنثىآ
آحسآس آنثىآ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 963
 تاريخ التسجيل :  Sep 2010
 أخر زيارة : 09-30-2016 (04:30 PM)
 المشاركات : 6,668 [ + ]
 التقييم :  121
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تعريف مفهوم التوسل‎...



جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك


 
 توقيع : آحسآس آنثىآ





رد مع اقتباس
قديم 04-29-2012, 05:38 PM   #7


الصورة الرمزية عاشقة المستحيل
عاشقة المستحيل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1539
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 01-03-2020 (02:26 AM)
 المشاركات : 24,430 [ + ]
 التقييم :  978
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تعريف مفهوم التوسل‎...



يسلمووو على مروركم الجميل


 
 توقيع : عاشقة المستحيل



رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
SEO by vBSEO sh22r.com