العنوسة في الدول العربية .. هموم نفسية واجتماعية

10-29-2009, 08:35 PM

مليون فتاة أو يزيد .. هم عدد الفتيات العربيّات اللاتي لم يتزوجن بعد ، أكثرهن من المثقفات وصاحبات شهادات عليا ، لكن فيما يبدو أن الغرور قد يكون له دور كبير في تواجد هذه الظاهرة .

وقد برزت مشكلة " العنوسة " في الدول العربية خلال السنوات الأخيرة ، وباتت تتصدّر اهتمامات الباحثين في مجال الدراسات الاجتماعية والأبحاث النفسية ، ولا تختلف هذه المشكلة كثيراً من بلد إلى بلد آخر داخل نسيج الدول العربية .

وربط علماء الاجتماع بين هذه المشكلة وبين تفاقم الأزمات الاقتصادية التي تشهدها بعض هذه الدول ، وارتباط هذه المشكلة الاجتماعية من جهة أخرى بالغلاء في المُهور والعادات والتقاليد الاجتماعية الموروثة ، ومبالغة الفتيات في وضع مواصفات لفتى أحلامهم حتى يفوتهن قطار الزواج ، وأيضاً مبالغة الشباب في المواصفات والمقاييس .

وكشفت دراسة ـ أعدتها وزارة التخطيط السعودية ـ أن عدد الفتيات اللواتي لم يتزوجن ، حيث بلغن سن الزواج ، يصل إلى ما يزيد على المليون ونصف المليون فتاة ، ، كما يوجد ما يزيد على هذا العدد أيضاً من الشباب الذين يعجزون عن دخول الحياة الزوجية ، مما دعا إلى ضرورة البحث عن حلول سريعة للشباب والفتيات .

بينما أوضحت دراسة أخرى ـ أعدّها مركز سلمان الاجتماعي بالرياض ونقلتها الصحف ـ نتائج تُنذر بخطر كبير عن حالات العنوسة في دول الخليج ، حيث أشارت إلى أن نسبة العنوسة في قطر تصل إلى 15% ، في حين وصلت نسبتها إلى 18% في الكويت ، لكن في البحرين بلغت العنوسة نسبة 20% ، ووصلت في الإمارات إلى 20% .

وبعيداً عن دول الخليج نجد الأمر يقل خطورة ، ففي الأردن سجلت دائرة الإحصاءات العامة أقل نسبة للعنوسة مقارنة ببقية الدول العربية ، وأشار مسح حكومي إلى تأخر سن الزواج بين الإناث الأردنيات ليبلغ حالياً 22.5 سنة وارتفعت نسبة العازبات في الفئة العمرية 15 - 49 عاماً من 34 % في عام 1976م ليصل إلى 49 % في عام 2001 م ، ودلّت النتائج على أن 4 % فقط من السيدات اللاتي تخطين عمر الزواج حتى نهاية عمرهن الإنجابي ، وكان التعليم هو السبب الرئيسي في تحديد العمر عند الزواج ، كما يرتفع عند النساء اللاتي تعليمهن أعلى من الثانوي بست سنوات عن السيدات اللاتي تعليمهن أقل .

لكن في مصر بدا الأمر أكثر خطورة ، حيث أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن ارتفاع نسبة العنوسة إلى 9 ملايين شاب وفتاة تجاوزوا سن الخامسة والثلاثين دون زواج ، ووصل عدد الإناث إلى ثلاثة ملايين و962 ألف والباقي من الذكور.

مكاتب للزواج
ونتجت عن هذه الظاهرة ظواهر أخرى فرضت نفسها على الحياة الاجتماعية في السنوات الخمس الأخيرة ومنها : ظهور ما يسمى

بمكاتب للزواج ، كما بدأت تظهر على الشبكة العالمية " الانترنت " مهنة قديمة هي " الخاطبة " من خلال عدد من المواقع تقتصر مهمتها على " توفق رأسين في الحلال " ، وتوفير فرصة للتعارف بين الرجال والنساء في كل مكان ، وعلى الرغم من أن الفكرة تبدو للوهلة الأولى غريبة : أن يتعرف اثنان عن بعد ، من خلال صور وبريد الكتروني ويقيمان معا علاقة زواج " يُرجى لها النجاح " ، إلا أن خبراء الانترنت اكتشفوا أن مواقع التعارف هي الأكثر رواجاً اليوم بين مواقع الإعلانات والخدمات المختلفة المنتشرة .

وفي البداية تظهر " لوحة إعلانية " تسألك إن كُنتِ تشعرين بالوحدة ؟ وإذا كانت هذه الوحدة تؤرق مضجعك وتُصيبك بالحزن ؟ ثم تؤكد لكِ " لا داعي لأن تكوني وحيدة بعد اليوم .. تعالي هنا وتعرفي على شركاء يسعدونك " ، فإذا دخلت الموقع ، بدأت المهمة ، فالموقع يعرض في صفحة الاستقبال في الغالب بعض الصور للمشتركين فيه ، على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم : رجال ونساء وشبان وشابات ، من مختلف الأعمار ومن كل مكان في العالم .

لكن علماء الاجتماع يرون أن الزواج بهذه الطريقة عمره قصير ، ويقول الدكتور أحمد المجدوب ـ أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة ـ لصحيفة " الرياض " السعودية : إن الزواج عبر الانترنت يتّسم بعدم توافر التوافق بين الطرفين على المستوى العاطفي ، لكن الأبحاث أكدت أن 90% من هذه الزيجات فشلت سريعاً .

ويقدم د. المجدوب عدة حلول لمشكلة تأخر الزواج ( العنوسة ) منها أن تتعامل أسر الفتيات مع من يتقدم لبناتهم في حدود الواقع وأن تتجنب تقليد الأقارب والجيران والمعارف وأن تكون على وعي بالظروف القاسية التي يمر بها الشباب والتي تجعله عاجزا عن توفير المال للزواج .

ويشير محيي الدين عبد الحميد في كتاب " العنوسة .. بين المضار والعلاج " : إلى أن العنوسة ظاهرة منتشرة في كل البلدان دون تمييز وفي كافة المجتمعات دون استثناء ، ومن مضار العنوسة ومخاطرها : الأثر النفسي السيء الذي تتركه على الفتاة .. بصورة قد تعزلها تماما عن المحيط الاجتماعي وتشل قدراتها كفرد متعاون وفعال في المجتمع وربما تؤدي إلى تحطيمها ما لم تكن ذات إيمان وعزم وصلابة في مواجهة هذه الأقدار .

ويقول عبد الحميد إنه إذا كان الزواج يؤدي إلى التكاثر وإلى بناء المجتمع واستقراره ، فإن العنوسة ستهدم هذا الجانب ، وتؤثر في تكوين الأسرة ، ومن المخاطر التي يخشى أن تكون العنوسة سببا فيها ، الانحراف ، والرذيلة ، وانتشار الفساد في المجتمعات ، فارتفاع معدل العانسات يدل على عزوف واضح من الشباب عن الزواج في المجتمع ، ووجود عدد كبير من الشباب والشابات في سن الزواج أو أكبر منها دون زواج مدعاة للانحراف .

حلول .. حلول
من الحلول التي تطرح نفسها بإلحاح أمام قضية العنوسة هي تعدد الزوجات كما جاء في كتاب العنوسة ، ويرى الحكماء أن نصف زوج أو أقل من ذلك خير للفتاة من أن تقضي حياتها وحيدة ، بلا زواج وقد تغادر الدنيا كما دخلتها ، وربما يكون قبول العانس بالزواج من رجل متزوج فرصة لها لدخول معترك الحياة ؛ لتؤدي دورها كعضو فاعل في المجتمع من خلال تكوين الأسرة وإنجاب الأولاد وتربيتهم فمنهم من يكون صالحا يدعو لها بعد موتها ، ومنهم من يكون ذا شأن في هذه الحياة يغير موازين الواقع من خلال العلم والاختراع وغير ذلك.

ومن المقترحات الأخرى : تقديم تسهيلات للشباب سواء بطرح الشقق السكنية بأسعار مخفضّة أو من خلال توعية الآباء بضرورة تخفيض تكاليف الزواج أو تسهيل الزفاف الجماعي ، وإنشاء صندوق للزواج على غرار الصندوق الذي أنشأته كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت ويتم تمويل الصندوق من الحكومة ، بالإضافة إلى قبول التبرعات من رجال الأعمال والقادرين وجزء من أموال الزكاة ؛ بهدف معاونة الشباب على نفقات الزواج بعد ارتفاع المهور وتكاليف الزواج

لاننسى ماينتج عن هذه الظاهرة من مشاكل نفسية ، تدفع بعنوس الى ارتكاب ابشع الفواحش.
من أسباب الرئسية هو غياب الزوجة الصالحة. وتكتلف أسباب اضراب الشباب عن الزواج من فرد لأخر و من شعب لشعب.ولكن لاتكاد تخرج عن ماهو مادي و ماهو معنوي.
الانسان رجل و مرأة
ودمتم سالمين / منقول للفائده

10-29-2009, 09:57 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

10-30-2009, 01:02 AM

شكرا لكم على هذا الموضوع
دمتم برعاية الله وحفظه
لكم ودي وعبير وردي

اخوكم
عابرسبيل

10-30-2009, 04:49 PM

بدر المشاعر
كما قلت ظاهره العنوسه انتشرت كثييير
ولكن كما يوجد هناك فتيات عانسان بالمقابل راح
يوجد شبااااب عزاب يريدون الزواج
ولكن الظروف لم تسمح لهم
وشكرا لك على الطرح الموفق
والاختيار الرائع
تقبل مروري