عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2010, 03:41 PM   #1


الصورة الرمزية هادي أبوعامرية
هادي أبوعامرية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 347
 تاريخ التسجيل :  Oct 2009
 أخر زيارة : 05-23-2013 (12:26 AM)
 المشاركات : 241 [ + ]
 التقييم :  1094
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي يا عيادات القرآن...... قطراني.. قطراني... أرجوكم..



يا عيادات القرآن...... قطراني.. قطراني... أرجوكم..




انتشرت عيادات القرآن وانتشر المعالجون به, بصفة لم تكن على زمن رسول الله, ولا في زمن صحابته, ولا حتى في زمن الدولة العباسية, ولقد جاوزت هذه العيادات حداً غير جائز شرعاً, لقد اتصلت بي إحداهن تريد أن أرشدها إلى كيفية الحصول على براءة اختراع في القرآن!!!!, لأنها حسب قولها اكتشفت أن سورة البقرة تنفع للسرطان, وسورة آل عمران تنفع للسُل, وسورة القارعة تنفع للصداع النصفي, وزارني أحد المرضى يعاني من الوسواس القهري, ويقول إنه ذهب إلى عيادات القرآن فأخبره الشيخ أنه مصاب بالسحر!!!, وأن زوجته سحرته!!, وأنه كلما حاول التخلص منها أتت به راغماً بالسحر!!!, ما هذا؟؟؟؟!!!!!!!, لنفرض أن هذا الشيخ الفاضل يستطيع علاج الأمراض المستعصية بالقرآن, فكيف علم أن هذا الشخص مسحور ومن زوجته؟؟!!!!!, أليس هذا ضرب من الكهانة؟؟!!!!, لقد بالغنا في التدواي بالقرآن, حتى تحول الأمر إلى اكتساب, وجاوزنا فيه الحد فتحول إلى كهانة مقنعة باسم الدين!!!!, وأصحاب عيادات القرآن إذا أنكرت عليهم فعلهم قالوا إن القرآن يشفي كل مرض, ولو كان القرآن كذلك لما أمر الرسول أمته بالتداوي بالأدوية الطبيعية, وقد كان يقول للمريض إذهبوا به إلى فلان فإنه أطب من فلان!!, وهم يستدلون بالآية (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)) الإسراء, وفي تفسير هذه الآية خلاف!!, فمن قائل إن الشفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وذهاب الشك والريبة عن الأمور الدالة على الله سبحانه وتعالى, ومن القول الثاني أنه شفاء من الأمراض الظاهرة, بالرقى والتعوذ وغير ذلك, والقول الأول هو الأظهر, يدل عليه ذكر المؤمنين, ولو كان المراد شفاء الأمراض الظاهرة لما اختص بالمؤمنين ولذكر الناس كافة, ولكانت الآية في غير لفظ القرآن: (وننزل من القرآن ما هو شفاء للناس ورحمة للمؤمنين)!!, لأن المؤمن والكافر يشتركون في الأمراض الظاهرة, على سبيل المثال السُل والسرطان والتهاب الكبد والحمى والملاريا.




لقد كان جحا حكيماً حينما دُعي ليرقي ناقة أصابها الجرب!, فبعد أن دار عليها وتمتم وتمتم, قال لأصحابها: إني أداوي جرب الإبل بهذه الرقية, ولكن للأسف لا تنفع رقيتي إلا مع القطران, اطلوا ناقتكم بالقطران, وسوف تفيدها رقيتي إن شاء الله.




وأنا أطلب من أصحاب عيادات القرآن أن لا يعالجوا أي مريض يتناول علاجاً طبيعياً, من الأدوية الطبيعية التي اوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم, ثم لينظروا بعد ذلك هل يشفى المريض برقاهم التي أصبحت تحمل مظنة الكهانة؟؟؟!!!, على أقل تقدير أرجوهم أن يبتعدوا عن المرضى الذين أعالجهم بدواء السرطان المكتشف, ويداووا من لم يأخذ مني دواء ثم ينظروا بعد ذلك!!!, أما أنهم يأتون إلى مريض يتداوى بدواء من الأعشاب أو كيماوي أو إشعاعي أو خلافه, فإذا من عليه الله بالشفاء نسبوا ذلك إلى أنفسهم ولبسوا على الناس, ودقوا صدورهم وادعوا الصلاح وبركة الكف!!...





أسأل الله أن يوضع هؤلاء أصحاب العيادات القرآنية في هذا الاختبار, فلا يجعلون قطراني مع قراءتهم, ومما لا شك فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالتداوي وقال: (ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله), هذا والقرآن يتنزل عليه صلوات الله وسلامه عليه, فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهل أن القرآن يداوي كل الأمراض دون استثناء, وجاء أناس متأخرون فعلموا أن القرآن شفاء لجميع الأمراض البدنية؟؟؟!!!, واستدركوا عليه صلى الله عليه وسلم!!!, وبلغ بهم الأمر ان قالوا: البقرة للسرطان والقارعة للصداع النصفي وآل عمران للسُل والإلتهاب الرئوي, كما أقول للأخت التي تبحث عن براءة اختراع أليس القرآن كتاباً منزلاً ليس لك فيه حظ اختراع؟؟؟!!!!!, لو كان ما من مرض إلا وله رقية من القرآن لأرشدنا إليه صلى الله عليه وسلم, سيما والأمراض كانت معروفة من عهد البشرية الأول, حتى السرطان كان معروفاً زمن رسول الله, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمرض فيتداوى حتى بماء الآبار المنزوع في الصباح الباكر...





ختاماً... كل ما أود لفت النظر إليه أننا بالغنا في العيادات القرآنية أكثر مما يجب... وأخشى أن يتحول الأمر إلى ما يضاد الإيمان!!!....






هادي بن علي بن أحمد أبوعامرية.





 

رد مع اقتباس