يا جمرة وسط الحشى تشعل
تصلي فؤادا بالنوى يصطلي
تصلي فؤادا مل طول النوى
عشرين عاما ما هني أو سلي
يعيش في منأى بأرض خلا
لا شيح لا كاذي ولا صندل
يذري دموع العين في خده
حتى اشتكى من دمعه السلسل
ا جمرة الأشواق حُثي السرى
شدي المطايا سافري وارحلي
ويممي بالركب مهد الصبا
حيث الربا والدوش والصومل
إذا نزلتِ ديرتي فاسألي
عن عُشتي عن بيتنا الأول
عن مرتع الغزلان حيث الظبا
ترعى غصون الأيك في المسيل
وحيث يشدو الطير لحن الصفا
من شدو قمري ومن بلبل
إذا شدت مادت غصون الربا
نشوى وان غنى أبو معول
ذاك الذي كم ناح فوق الذرى
على ذؤابات الذرى يعتلي
يشدو طروبا إن تهب الصبا
وقبل ما شمس المسا تأفل
إذا شدى لحنا رأيت الربا
مياسة في ثوبها المخملي
تفوح منها طيبات الشذى
تشفي عناء العاشق المبتلي
يا عاذلي في حب زين الربا
أالله ما أغباك يا عاذلي
لو كنت مثلي عشت في سفحها
ما لمتني كلا ولم تعذلي
هذي جنان الله فوق الثرى
هذي بقايا من سبا الأول
هذي بلاد الجود مهد الإبا
مهد الأباة الصفوة الكمل
جازان يا حباً جرى في دمي
يا زهرة تزهو ولم تذبل
لولاك ما أنشدت لحني ولن
يجري جمان الشعر في جدولي
يا طائر الأشجان ان زرتها
بلغ سلامي سهلها والعلي
بلغ سلامي كل وادٍ بها
حقولها والزرع والمنهل
اسأل وناظر هل ترى عشة
في قريتي في حينا الأسفل
انظر وناظر هل ترى أيكة
كانت تظل الأغيد الأكحل
وهل ترى جيران كانوا لنا
من خيرة الجيران للمنزل
واسأل عن السمار بعد العشى
عن عازف المزمار والموشلي
وعن صبايا شاديات الغنى
شدون لحن الموسم المقبل
لزرع في ساحاتهم يرتوي
من فيض سيل في المسا مقبل
يا طيف أشجاني سئمتُ الرؤى
إلى متى يا طيف لم تغفل
أم ان هذا الطيف في خاطري
حتى ألاقي بالنوى مقتلي