عرض مشاركة واحدة
[/table1]

قديم 05-21-2012, 02:33 PM   #1


الصورة الرمزية عاشقة المستحيل
عاشقة المستحيل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1539
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 01-03-2020 (02:26 AM)
 المشاركات : 24,430 [ + ]
 التقييم :  978
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي آية وفائدة - سيماهم في وجوههم



[table1="width:70%;background-color:skyblue;border:9px double darkred;"]
آية وفائدة


قال الله سبحانه وتعالى " محمد رسولالله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلامن الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراةومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما"



هذه الاية توضح كيفية التعامل بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وكيفية التعامل من هذه الكتلة الإيمانية تجاه الكفار المحاربين، ويتمثل ذلك في العنف للمعنفين عليهم والبطش فيمن يبطش ويعتدي على الكتلة الإيمانية، وعلى الدولة الإسلامية الناشئة في يثرب، والتي حينما تجرأ الكفار عليهم أحبطت مؤامراتهم، وهزموا هزيمة شنعاء ، لأنهم لم يعرفوا حقيقة الفروق الهامة ، والتباين الشاسع بين فريق الإيمان وفريق الكفر، ونتيبجة للذك كان المخطط محبط من أول وهلة، ونجح المسلمون في إيجاد قوة مانعة للعدو سواء فيعمل الخندق أو في الخطط العسكرية الأخرى التي أصروا على تحقيقها وممارستها.


بينما في الجانب الآخر نجد تعامل هذه الجماعة الإسلامية رحماء فيما بينهم عاقدي العزم دائماً على بقاء علاقاتهم مع بعضهم علاقات أخوية يربطها الوئام ، وتسودها المحبة، ويملأها الإيثار والتضحيات واتخاذ الوسائل الكبيرة في التكامل الاجتماعي، وتلمس الحاجات عند بعضهم البعض وليس الأمر مقصور على من يعرفونه بل يتعدى كل ذلك إلى السؤال عن الفقراء والمساكين والمبادرة بالتمويل الإغاثي لهم، وذلك خارج نطاق ما يسمى ببيت المال، أو بيت الزكاة ونجد الإيثار في حياتهم يتجلى في أجمل صوره.


ثم تأتي الصفة العظيمة التي تتمثل في الخضوع والذل الكاملين للخالق العظيم، ووضع اجل واعظم ما يملكه الإنسان من الرأس وما حواه من النعم العقل والسمع والبصر والنطق والشم وغيرها تسجد للخالق العظيم في أبهى صورة وأعظم خشوع تهوي على الأرض لتمجيد الخالق العظيم، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، ثم يذكر الله تبارك وتعالى أن هذه هي صورة الصالحين منذ هبوط آدم إلى الأرض ، ومنذ بزوغ أول رسالة للأنبياء وهذا هو شأن الصالحين السجود والركوع لله الخالق وهكذا هي صورتهم الحقيقية في امتثالهم لأوامر الله والخضوع له في السجود والركوع فهذا مثلهم في التوراة التي جاء بها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، والإنجيل الذي جاء به سيدنا المسيح بن مريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى أمه الطاهرة العذراء، وقد يتساءل السائل كيف كانوا يسجدون وهم ليسوا مسلمين ، فأقول يقول الله تبارك وتعالى " يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين" هكذا كانت حياتها ، وهكذا هي صلاتها وصلاة من كان يسمع للحق ويستجيب له وهكذا كانت حياة الأنبياء والصالحين حينذاك، ثم وصفهم الله تبارك وتعالى مثل الزرع الذي نشأ ضعيفاً هزيلاً في أول أمره ثم استوي على سوقه أي سيقانه الضخمة وأصبح مرعباً للكفار الذين يريدون اقتلاعه ، ومع ذلك لا يصلون إلى شلك و لا يستطيعون ذلك أصلاً لأن الله ناصر هؤلاء المؤمنين وغافر لذنوبهم طالما أنهم مخلصين له الدين ويعملون الصالحات راغبين في ثوابه راهبين من عذابه محبين لقائه وهو راض عليهم.
 
 توقيع : عاشقة المستحيل



رد مع اقتباس