عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2012, 03:26 PM   #1965
مجلس الادارة


الصورة الرمزية ام ياسر
ام ياسر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1878
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
 المشاركات : 54,004 [ + ]
 التقييم :  637
 SMS ~
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي حِرْزِكَ وَحِفْظِكَ وَجِوَارِكَ وَتَحْتِ كَنَفِك.
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع



أيها المسلم، وإن الإصلاح بين الناس عام في أحوال الناس سواء أحوال مادية أوأحوال شخصية وأسرية أو وجهات نظر بين دعاة وكتاب وغير ذلك فهو عام في جميع شؤون الحياة فأعظمها الصلح بين الزوجين عندما يختلف الزوجان فيما بينهما فالساعي بالإصلاح يوفق بينهما توفيقاً يضمن به توفيق الله اتفاقهما حتى لا يلجأ إلى الخصومة ويلجأ إلى الطلاق فيصلح بين الزوجين في سبيل اجتماع كلمتهما والله يقول تعالى: (وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) [النساء:128]، وقال: (إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا) [النساء:35]، فالإصلاح بين الزوجين ودراسة مشكلة الزوج والزوجة وتضييق شقة الخلاف وعدم انتشار ذلك خارج سور البيت حتى تسلم الأسرة من النزاع والاختلاف، والإصلاح أيضاً يكون بين ذوي الأرحام بين الأخوة بعضهم بعض بين الأرحام فإن الإصلاح بين أولئك أمر مطلوب وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرشد القضاة ألا يقطعوا بالخصومة بين الأرحام لعلهم أن يصطلحوا لأن إصدار الحكم ربما يزيد البغضاء والعداوة وتبقى الشحناء بين الأرحام، ومن أنواع الإصلاح أيضاً أن يصلح بين الراعي والرعية فكما أن للراعي حقاً على رعيته السمع والطاعة له بالمعروف واجتماع الكلمة وتآلف القلوب فالراعي أيضا له حق الرعاية وإصلاح الرعية والبحث عن مشاكلهم وحل قضاياهم وتأمين أمورهم بما يضمن لهم الاستقرار والسلام فإن الراعي والرعية متى اجتمعت الكلمة وتآلفت القلوب انقطعت أسباب الفتن وعاش الناس بخير فالراعي له حق وعليه حق والرعية لها حق وعليها حق فإذا أصلح بين الناس فإن المصلح يبتعد عن الانتقاص أو ترويج الإشاعات الكاذبة وإنما يسعى افي لإصلاح فيرشد هذا ويرشد هذا في سبيل اجتماع الكلمة وتآلف القلوب، إصلاح بين قبائل متنافرة إصلاح بينهما خوفاً من فتن وسفك الدماء فذاك من الأعمال الصالحة، إصلاح بين متقاتلين، إصلاح الورثة عند التنزاع فإن كثيراً من الورثة ربما يتنازعون على الميراث مع أن أحكام الله واضحة والله قسم الفرائض بنفسه وأعطى كل ذي حق حقه لكن هناك أحيانًا أمور تطرأ ومشاكل بين الورثة إما لكثرة الورثة أو كثرة الأموال وعدم القدرة على إحصائها فيكون هناك حاجة إلى الإصلاح بين الورثة ليأخذ كل حقه كما شرع الله فالإصلاح بين الورثة أمر مطلوب لأن بعض الورثة يختلفون ويتنازعون وإن كانت الأمور واضحة من حيث المواريث لكن نوع الأخذ ونوع التصرف مما يحتاج فيه إلى الإصلاح بينهم ليعطى كل ذي حق حقه من غير ضرر والله يقول تعالى: (فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) [البقرة:182]، فالمسلم يتدخل في وصية الموصي قبل أن يبت فيها إن يرى فيها جنفاً وإثماً وظلماً لبعض الورثة سعى في الإصلاح وحذر الموصي من الظلم وتفضيل بعض الأولاد على بعض وحذر من أن تكون الوصية سبباً للإنقسام وسبباً للخلاف وسبباً للشقاق وكذلك بعد موت المورث لا بد من إصلاح بين الورثة عندما يبدو النزاع ويحصل الشقاق فمن رحمة الله بهم أنهم ينجزون قسم التركة من حين موت أبيهم ويبادرون قبل اختلاف القلوب وتدخل أيدي خفية أن تفسد بين الناس وتفرق شملهم، ومن أنواع الإصلاح أيضا إصلاح بين اختلاف وجهات النظر بين الدعاة والعلماء بين علماء المسلمين عندما تختلف وجهة النظر في قضية ما من القضايا فإن الإصلاح أن تقرب وجهات النظر بما يكفل اجتماع الكلمة وتعاون الجميع الكتاب والصحفيون، قد يكتب كاتب مقال أنت تراه خطأ فترد عليه ثم ينقض قولك فالمصلح يأتي ليقف بين المتنازعين فيصوب الصواب ويحق الحق ويحاول إصلاح الخطأ بين الكتاب وبعضهم بعضاً حتى يكون المجتمع على أمن مما يقرأ ويكتب، ومنها إصلاح القاضي بين المتخاصمين فيصلح بينهما ويكون الإصلاح بين الخصمين قبل أن يقطع الحكم إن أمكن ذلك فذاك عمل صالح، الحوادث المرورية لا بد فيها للمحقق من إصلاح بين الطرفين لأن كلاً قد يدعي بنفسه دعوى غير الآخر فالإصلاح بينهم أمر مطلوب، الإصلاح بين الموظفين وبين من تحت يدك من يعمل فلا بد من الإصلاح بينهم بإعطاء كل ذي حق حقه وألا يظلم هذا لمصلحة هذا والإصلاح بين الشركات والإصلاح بين أرباب الشركات والمؤسسات بينهم وبين من يكفلون إصلاح بينهم باحترام العقود وعدم الاخلال بشيء منها الإصلاح بينهم بين الشركات والمساهمين معهم فإن بعض الشركات المساهمة قد يكون عندهم ظلم وعدوان وعدم إعطاء الحقيقة وإخفاء الأرباح فلا بد من إصلاح بينهم عندما يكون الشجار والنزاع فموقف المصلح أن يعطي كل ذي حق حقه فيرشد من عنده الأسهم أن يصدق في ذلك ويرشد من له الحق أن يصدق في ذلك ويراعي الطرفين حتى تسلم الأمور، الكفلاء مع مكفوليهم لا بد من إصلاح بينهم عندما يكون من الكفيل تعد وظلم أو من المكفول كذلك فالإصلاح بين هؤلاء أمر مطلوب وختاماً فالإصلاح بين الناس خير كله وعمل صالح كله فلو سعى المسلمون فيه على الأسس الشرعية لارتاحوا من كثير من المشاكل والله جل وعلا يصلح بين المسلمين يوم القيامة، يصلح بين المسلمين يوم القيامة، فيرضي الخصم حتى يعفو عما ظلمه ولله في ذلك حكمة عظيمة، ومحمد صلى الله عليه وسلم كان يسعى للإصلاح بين الناس صلوات الله وسلامه عليه، إصلاح بين أرباب الديون بأن يصلح بينهم عندما يعجز صاحب الحق عن حقه أن يصلح إما بالإنظار أو بالتواضع عن بعض الأشياء حتى تسير الأمورعلى خير فالحقيقة أن الإصلاح بين الناس عمل شريف وكما قال الله تعالى: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت:35].


 

رد مع اقتباس