عرض مشاركة واحدة
[/TABLE1]

قديم 11-15-2012, 02:50 PM   #1
مجلس الادارة


الصورة الرمزية ام ياسر
ام ياسر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1878
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
 المشاركات : 54,004 [ + ]
 التقييم :  637
 SMS ~
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي حِرْزِكَ وَحِفْظِكَ وَجِوَارِكَ وَتَحْتِ كَنَفِك.
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي حسن الخلق وسوء الخلق في الشريعة الإسلامية



[TABLE1="width:85%;background-color:white;border:4px outset skyblue;"]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
حسن الخلق في الروايات الشريفة:تكلمنا في القسم الأول من هذا الموضوع حول تعريف علم الأخلاق وأهميته و مناهج البحث فيه، ثم استعرضنا جملة من الآيات القرآنية الحاثة على حسن الخلق، ومن مجموع هذه الآيات نستوحي أنّ القرآن الكريم دعا الناس إلى حسن الخلق والتعامل فيما بينهم من موقع المحبّة والمداراة، وفي ذلك كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
اُسوة ونموذجاً كاملاً في هذاالسلوك الإنساني بحيث يمكن القول بأنّ أحد معجزات النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) هي سلوكه الأخلاقي العظيم.
وهناك روايات كثيرة حول حسن الخلق مع الناس وكيفيةالتعامل معهم، والتعبيرات الواردة في هذه الروايات عنهذه الفضيلة الأخلاقية إلى درجة من الكثرة والتأكيد قلّما نجد نظيراً لها فيالنصوص الإسلامية، وهذا يبيّن مدى اهتمام الإسلام في هذه الخصلة الحميدة، وفي كل قسم من هذه الروايات تبين فضيلة من فضائله:
أولاً: أنَّه منحة الله وهبته:
روي عن أبي عبد الله((عليه السلام)) قال: ((إن الخلق منيحة يمنحها الله عز وجل خلقه، فمنه سجية ومنه نية، فقلت، فأيتهما أفضل؟ فقال: صاحب السجية، هو مجبول لا يستطيع غيره وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبرا، فهو أفضلهما))./الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 99، 104.
ثانياً: أحب الأعمال إلى الله:
روي عن عنبسة العابد قال: قال لي أبو عبد الله((عليه السلام)): ((ما يقدم المؤمن على الله عز وجل بعمل بعد الفرائض أحب إلى الله تعالى من أن يسع الناس بخلقه)). /الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 99.
ثالثا: أفضل ما يوضع في الميزان:
روي عن علي بن الحسين(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ((ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق)). /الكافي المصدر السابق.
رابعا: أهم صفات المؤمنين
1ـ روى حبيب الخثعمي، عن أبي عبد الله((عليه السلام)) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ((أفاضلكم أحسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم)). /الكافي، ج2، ص102.
2ـ روى عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله((عليه السلام)) قال: قال أمير المؤمنين((عليه السلام)): ((المؤمن مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)). الكافي، المصدر السابق.
4ـ روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام)قال: ((أكْمَلُكُم إِيمـاناً أَحسَنَكُم خُلقاً))./بحار الأنوار، ج68، ص387.
·الآثار الاجتماعية لحسن الخلق
تترتب جملة من الآثار الاجتماعية على من تحلى بصفة حسن الخلق كما تعرضها بعض الروايات، وفيما يلي نذكر بعضها:
أولاً: كسب محبّة الآخرين
1ـ روى فضيل عن أبي عبد الله((عليه السلام)) قال: ((صنائع المعروف وحسن البشر يكسبان المحبة ويدخلان الجنة والبخل وعبوس الوجه يبعدان من الله ويدخلان النار)). /الكافي، ج2، ص103.
عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: ((حسُنُ الخُلقِ يُثبِتُالمَوَدّة)). /بحار الانوار،ج74، ص148، 71.


ثانياً: إنه سبب العيش الهنيء
روي عن أمير المؤمنين((عليه السلام))قال: ((لا عَيشَ أَهنَأَ مِنْ حُسنِ الخُلقِ)). غرر الحكم، ج6، ص 399.
ثالثاً: عمران الديار وزيادة الأعمار
1ـ ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام).أنّه قال: ((البِرُّ وَحُسنُ الخُلقِ يَعمُران الدِّيـارَ وَيَزِيدانِ فِيالأَعمـار)). /أصول الكافي، ج2، ص100،ح8.
ويظهر من هذه الرواية:
1ـ إن خراب الديار معلول للتضارب والنزاع بين الأفراد، فإذا أخلى النزاع والصراع الاجتماعي مكانه لحسن الخلق والتعامل باللطف والمحبّة بين الأفراد، فإنّذلك كفيل بتعميق أواصر الأخوة وتعميق عنصر التعاون بين الأفراد.
2ـ إنّ حسن الخلق يورث الإنسانالهدوء النفسي والاطمئنان الروحي، وعاملاً مهمّاً من عوامل طول العمر؛ لأنّ من الثابت علميّاً هو أنّمن العوامل المهمّة لسرعة الموت وكثرته هو عنصر القلق والاضطراب ومن المسلّم أنّ حسن الخلق والتعامل باللّطف والمحبّة مع الناس يقللّ منشدّة الضغط العصبي والقلق النفسي وبالتالي يسبب طول العمر.
رابعاً: يدر الأرزاق
1ـ روي عن أمير المؤمنين((عليه السلام))قال: ((حُسنُ الخُلقِ يُدِرُّ الأرزاقَ)). /ميزان الحمة، الريشهري، ج1، ص805.
2ـ وفي حديث آخر عنه((عليه السلام))قال: ((فِي سَعَةِ الأخلاقِ كُنُوزُ الأرزَاقِ)). /بحار الأنوار، ج75، ص53، ح86.
ويظهر من هاتين الروايتين:
1ـ إن حسن الخلق هو أحد عوامل كسب الثقة مع الطرف الآخر، والذي يجر بدوره إلى اطمئنان الناس بصاحبه وهو موجب لاعتماد الناس عليه في مكاسبهم ومعاملاتهم، ونتيجة ذلك السعة في الرزق.
2ـ إن الإسلام يؤيّد حسن الخلق من موقع الصفاء الذاتي والتعامل الإنساني لاكما هو السائد من الرياء والتظاهر في العالم المادي المعاصر، ولكن في نفس الوقتفانّه يعتبر أنّ حسن الخلق له آثار مادية ودنيوية كثيرة.
خامساً: يذهب بالسخيمة (الحقد والضغينة)
روى سماعة، عن أبي الحسن موسى((عليه السلام)) قال: ((قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ((حسن البشر يذهب بالسخيمة)). / تحف العقول، ابن شعبة الحراني، ص45.
سادساً:إنه سبب كرامة الإنسان
روي عن الإمام الصادق((عليه السلام)) أنه قال: ((إن شئت أن تكرم فلن، وإن شئت أن تهان فاخشن))./ الکافی، ج1، ص27.
·الآثار المعنوية لحسن الخلق:
ذكرت جملة من الروايات بعض الآثار المترتبة على حسن الخلق، منها:
أولاً: كمال الإيمان
1ـ روي عن أبي عبد الله((عليه السلام)) قال: ((أربع من كن فيه كمل إيمانه وإن كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا لم ينقصه ذلك، [ قال ] وهو الصدق وأداء الأمانة والحياء وحسن الخلق)). /الكافي، ج2، ص100.
2- وروي عن أبي جعفر((عليه السلام)) قال: ((إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)) . /الكافي، ج2، ص99.
ثانيا: زيادة الأجر
1ـ روي عن أبي عبد الله((عليه السلام)) قال: ((قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): إن صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم)). /الكافي، ج2، ص100.
2ـ وروي عن أبي عبد الله((عليه السلام)) قال: ((إن الله تبارك و تعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله، يغدو عليه ويروح)). /الكافي، ج2، ص101.
3ـ وعن الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)أنّه قال: ((الخُلْقُ الحَسَنُ يُذِيبُالسَّيِّئَة)). بحارالأنوار، ج72، ص321.
ثالثاً: أنَّه طريق الجنة:
روي عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)أنّه قال: ((أكثَرُ مـا تَلِجُ اُمَّتِي الجَنَّةَالتّقوى وَحُسنُ الخُلُق)). أصول الكافي، ج2، ص100، ح6.
رابعاً: غفران الذنوب
روي عن أبي عبد الله((عليه السلام)) قال: ((إن الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد)). الكافي.
خامساً: النجاة من الهلكة
روي عن علي بن الحسين((عليه السلام)) قال: ((ثلاثة نفر آلوا باللات والعزى ليقتلوا محمدا(صلى الله عليه وآله وسلم)، فذهب أمير المؤمنين وحده إليهم وقتل واحداً منهم وجاء بآخرين، فقال النبي: قدم إلي أحد الرجلين، فقدمه فقال: قل لا إله إلا الله، واشهد أني رسول الله .
فقال: لنقل جبل أبي قبيس أحب إلي من أن أقول هذه الكلمة.
قال: يا علي أخره واضرب عنقه. ثم قال: قدم الآخر، فقال: قل لا إله إلا الله، واشهد أني رسول الله . قال: ألحقني بصاحبي .
قال: يا علي أخره واضرب عنقه . فأخره وقام أمير المؤمنين ليضرب عنقه فنزل جبرئيل على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام، ويقول لا تقتله فإنَّه حسن الخلق سخي في قومه .
فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): ((يا علي أمسك، فان هذا رسول ربي يخبرني أنه حسن الخلق سخي في قومه . فقال المشرك تحت السيف: هذا رسول ربك يخبرك؟ قال: نعم . قال: والله ما ملكت درهما مع أخ لي قط، ولا قطبت وجهي في الحرب، فأنا أشهد أن لا اله إلا الله، وأنك رسول الله)). /بحار الأنوار، ج68، ص390.
·موارد تطبيقية لحسن الخلق
إن القدوة الحسنة والمثل الأعلى في حسن الخلق هو الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين.
أخلاق الرسول على لسان أمير المؤمنين:
روي عن أمير المؤمنين ((عليه السلام)) وهو يصور أخلاق رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (( كان أجود الناس كفا، وأجرأ الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة. من رآه بديهة هابه. ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أر مثله قبله ولا بعده))./بحار الأنوار، ج16، ص231.
أخلاق الرسول مع الأعرابي:
روى أنس قال: كنت مع النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وعليه برد غليظ الحاشية، فجذبه أعرابي بردائه جذبة شديدة، حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقه، ثم قال: يا محمد احمل لي علي بعيري هذين من مال الله الذي عندك، فإنك لا تحمل لي من مالك، ولا مال أبيك.
فكست النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: المال مال الله، وأنا عبده.
ثم قال: ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي ؟ ! قال: لا . قال: لم ؟ قال: لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة.
فضحك النبي، ثم أمر أن يحمل له على بعير شعيراً، وعلى الآخر تمراً. /أخلاق أهل البيت، ص14.
أخلاق الرسول مع اليهودي:
روي عن أمير المؤمنين ((عليه السلام))أنه قال: ((إن يهوديا كان له على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)دنانير، فتقاضاه، فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك. فقال: فإني لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني . فقال: إذن أجلس معك، فجلس معه حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله يتهددونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله إليهم فقال: ما الذي تصنعون به ؟ ! فقالوا: يا رسول الله يهودي يحبسك ! فقال: لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهدا ولا غيره . فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت، إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة، فاني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبد الله، مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب، ولا متزين بالفحش، ولاقول الخنا، وأنا أشهد أن لا إله الا الله، وأنك رسول الله، وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل الله، وكان اليهودي كثير المال)). /أخلاق أهل البيت، ص15.
أخلاق أمير المؤمنين مع الضيف:
عن أبي محمد العسكري ((عليه السلام)) قال: ورد على أمير المؤمنين (عليه السلام) أخوان له مؤمنان، أب وابن، فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين يديهما، ثم أمر بطعام فأحضر فأكلا منه، ثم جاء قنبر بطست وابريق خشب ومنديل، فأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) الإبريق فغسل يد الرجل بعد أن كان الرجل يمتنع من ذلك، وتمرغ في التراب، وأقسمه أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يغسل مطمئنا، كما كان يغسل لو كان الصاب عليه قنبر ففعل، ثم ناول الإبريق محمد بن الحنفية وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت على يده، ولكن الله عز وجل يأبى أن يسوي بين ابن وأبيه، إذا جمعهما مكان، ولكن قد صب الأب على الأب، فليصب الابن على الابن، فصب محمد بن الحنفية على الابن . ثم قال العسكري (عليه السلام): فمن اتبع عليا على ذلك فهو الشيعي حقا. /أخلاق أهل البيت، ص15.
خلق الحسنان مع الشيخ الجاهل:
وورد أن الحسن والحسين مرا على شيخ يتوضأ ولا يحسن، فأخذا في التنازع، يقول كل واحد منهما أنت لا تحسن الوضوء، فقالا: أيها الشيخ كن حكما بيننا، يتوضأ كل واحد منا، فتوضئا ثم قالا: أينا يحسن ؟ قال: كلاكما تحسنان الوضوء، ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن، وقد تعلم الآن منكما، وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على أمة جدكما ./مناقب آل أبي طالب، بن شهر اشوب، ج3، 169.
خلق الإمام الحسن مع الشامي:
وممّا ورد عن حلم الإمام الحسن (عليه السلام) أخلاقه: أن شاميا رآه راكبا فجعل يلعنه و الحسن لا يرد فلما فرغ أقبل الحسن((عليه السلام)) فسلم عليه وضحك فقال: أيها الشيخ أظنك غريبا، ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعا أشبعناك، وإن كنت عريانا كسوناك، وإن كنت محتاجا أغنيناك، وإن كنت طريدا آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا، وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لان لنا موضعا رحبا وجاها عريضا ومالا كثيرا. فلما سمع الرجل كلامه، بكى ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلي والآن أنت أحب خلق الله إلي وحول رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل ، وصار معتقدا لمحبتهم. /بحار رالانوار، ج43، ص344.
خلق الإمام الحسين مع غلامه
روي أنه sجنى غلام للحسين (عليه السلام) جناية توجب العقاب عليه، فأمر به أن يضرب، فقال: يا مولاي والكاظمين الغيظ . قال: خلوا عنه . فقال: يا مولاي والعافين عن الناس . قال: قد عفوت عنك . قال: يا مولاي والله يحب المحسنين . قال: أنت حر لوجه الله، ولك ضعف ما كنت أعطيكr. /أخلاق أهل البيت، ص40.
خلق الإمام الكاظم مع الرجل العمري:
وروي عن الإمام موسى بن جعفر sأنّ رجلاً من ولد عمر بن الخطاب كانبالمدينة يؤذيه ويشتم علياً (عليه السلام).قال: وكانقد قال له بعض حاشيته دعنا نقتله فنهاهم عن ذلك أشدّ النهي وزجرهم أشدّ الزجر وسألعن العمري فذكر له أنّه يزرع بناحية من نواحى المدينة، فركب إليه في مزرعته فوجدهفيها، فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري لا تطأ زرعنا فوطئه بالحمار حتى وصل إليهفنزل فجلس عنده وضاحكه وقال له: كم غرمت في زرعك هذا قال له: مائة دينار قال: فكمترجو أن يصيب، قال له: أنا لا أعلم الغيب، قال: إنّما قلت لك كم ترجو أن يجيئك فيه قال: أرجو أن يجيئني مائتا دينار، قال: فأعطاهثلاثمائة دينار، وقال: هذا زرعك على حاله، قال: فقام العمري فقبل رأسه وانصرف.
قال الراوي: فراح المسجد فوجد العمري جالساً فلمّا نظر إليه قال: الله أعلم حيثيجعل رسالته، قال: فوثب أصحابه فقالوا له: ما قصتّك؟ قد كنت تقول خلاف هذا، قال: فخاصمهم وشاتمهم، قال: وجعل يدعو لأبي الحسن موسى كلّما دخل وخرج، قال فقال أبوالحسن موسى الكاظم (عليه السلام).لحاشيته الذين أرادواقتل العمري: ((أيما كان خير ما أردتم أو ما أردت أصلح أمره بهذا المقدارr /أعيان الشيعة، ج2، ص7.
·منا شيء حسن الخلق:
هناك جملة من الأسباب والمقدمات التي يمكن من خلالها أن ينشأ الخلق الحسن منها:
أولا: الموهبة من الله تعالى
وعلى هذا الإنسان أن يشكر الله تعالىبجميع وجوده على هذه الموهبة العظيمة.
ولكن الكثير من الناس ليسوا كذلك، فعليهم أن يقوموا بتعميق وتوكيد حسن الخلق فينفوسهم.
ثانياً: الوراثة
وهذا ما روي عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) في قوله: ((حُسنُالخُلقِ بُرهـانُ كَرمِ الأعراقِr./غرر الحكم، ح4855.
ويقول (عليه السلام)في مكان آخر: ((أطهَرُ النّاسِ أَعراقَاً أَحسَنُهُم أَخلاقاً)). المصدر السابق، ح3032.
ونود الأشارة هنا أنه ينبغي الالتفات إلى أنّ الفضائل الأخلاقية لا يمكن إكتسابها وتحصيلها من دون التوفيق الإلهي والامداد الربّاني،فيجب الاستمداد من الله تعالى في سبيل تحصيل هذه الملكات الأخلاقية الفاضلة وغرسهاوتنميتها في واقع الإنسان وروحه.
فعن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)أنّه قال: ((الأخلاقُ مَنـائِحُ مِن اللهِعَزَّوَجَلَّ فَإذا أَحَبَّ عَبداً مَنَحَهُ خُلُقاً حَسَناً وَإِذا أَبغَضَعَبدَاً مَنَحَهُ خُلقاً سَيِّئاً )). / بحار الانوار، ج68، ص394، ح64.

والحمد لله رب العالمين
 

رد مع اقتباس