عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2012, 04:00 PM   #1


الصورة الرمزية أبو سامي
أبو سامي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1964
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 12-19-2012 (05:15 AM)
 المشاركات : 15 [ + ]
 التقييم :  100
لوني المفضل : Cadetblue
Essay كيف تعرف حسادك ؟





في المجتمعات المتخلفة وخصوصاً المجتمعات الفقيرة تربوياً وأخلاقياً وسلوكياً وفكرياً ، تنتشر ظاهرة الحسد بشكل واضح وتستشري مظاهر الكراهية وسوء الخلق والغضب الغير مبرر ومرض القلوب إلى آخره من التردي في الأخلاق والقيم والتعامل .


والحسد كما نعرف نوعان : نوع محمود وهو ليس حسداً بمفهومه المعروف ، وإنما هو إعجاب بالمحسود و رغبة في تطوير الذات للوصول إلى ما وصل إليه ذلك الشخص الناجح أو من أنعم عليه رب العباد .


وبالتالي هذا لا يشكل معضلة ولا ينتج من خلاله لا كراهية ولا بغض ولا تهميش ولا مؤامرات أو خلافه ، بل بالعكس فالأخلاق لا تتردى والتعامل لا يتغير ، وإنما تتقارب المسافات ويزيد الإعجاب بالمحسود وترتقي العلاقة بينهما ، وينتج عن هذا الإعجاب نجاحات وحوافز تبني حياة ذلك "الحاسد" أو المعجب وترفعه إلى درجات أعلى مادياً أو فكرياً أو إجتماعياً أو معنوياً .

النوع الأول ليس ما نتحدث عنه هنا ، وإنما نقصد هنا حسد تمنى زوال النعمة عن الآخرين وهذا هو المنتشر في الغالب في مجتمعنا اليوم وهذا الذي سنتحدث عنه وعن أوصاف أصحابه .

للأسف إنتشار هذا النوع من الحسد والبغض للآخر لمجرد نجاح حصده أو مرتبة وصل إليها أو مالاً رزقه الله به تسبب في كوارث أخلاقية وإنهيار في القيم والمباديء وأمراض في القلوب وضعف إيماني بقوة الله وقدرته على حفظ البشر من كل عين أو حسد فهو الذي لا يضر مع إسمه شيء في الأرض ولا في السماء .
فأصبح الناس يؤمنون ويخافون من الحسد أكثر من إيمانهم وخوفهم من الله وقدرة الله ، ويذكرونه أكثر من ذكرهم لله ، ويعيش في هواجسهم كلما ذهبوا إلى مناسبة أو إشتروا سيارة أو ملكوا منزلاً إلى آخره .

هذا الإيمان الراسخ بقوة الشياطين أبعدهم عن الله وحرموا أنفسهم من التمتع بنعم الله عليهم وجعلهم عرضة لكذب الدجالين وبائعي الأوهام .



وبالعودة إلى صلب الموضوع وكيف تعرف حسادك ممن يتمنون زوال نعمتك قارن واقعك مع أقربائك وأصدقائك من خلال النقاط التالية .
1- عندما ينعم الله عليك بأي نعمة سواء كانت نجاح أو مال أو ترقية وتأتيك التهنئة من الناس المحيطين والمعارف ، ثم تجد من أقربائك أو أصدقائك من يتجاهل هذا النجاح ولا يبارك لك فإعرف أنه يحسدك ويتمنى زوال نعمتك .

2- إذا كتب الله لك خيراً وإستطعت أن تبني منزلاً أو تشتري بيتاً أو سيارة ووجدت من أقربائك أو أصدقائك من يتجاهل ذلك ولا يبارك لك ويتعمد أن لا يزورك في بيتك الجديد إذا دعوته ، فاعلم أنه يحسدك ويتمنى زوال نعمتك .

3 - عندما تقوم بعمل ناجح وثبت لك من شهادات غير مجروحة وأشخاص محايدين ليس لهم مصلحة من المدح أن عملك هذا رائع ومفيد وفيه إبداع .. ثم في المقابل وجدت من يقلل من هذا العمل وأهميته أو يتجاهله فاعلم أنه يحسدك ويتمنى زوال نعمتك .

4 - إذا ظهرت لك أو تفاجأت بكراهية معلنة من شخص ما ، وأنت تعرف يقيناً أنك لم تسيء إليه قط لا أمامه ولا مع الناس ، فاعلم أن الباعث حسد وأنه شخص حاسد بحسب درجة الكراهية التي وصل بها معك

فإذا مثلاً وصل لدرجة التهجم والشتائم فإعلم أنه قد وصل به الحسد إلى المرض النفسي الذي لا عالج له إلا أن تتخلى عن كل نعم الله عليك وتعطيه إياها وفوق ذلك تبوس رأسه لكي يتخلى عن حقده فقط وليس أن يرضى عليك .

5 - إذا عرفت أن هناك شخص يحاول تشويه سمعتك ، أو يكذب عليك ، أو يكرر إغتيابك في المجالس وأنت تعرف يقيناً أنك لم تسيء إليه فاعلم أنه يحسدك على سمعتك الطيبة ويتمنى زوالها وبالتالي هذه إحدى حروبه .

6- إذا كنت حريصاً على علاقتك بشخص ما ، وتحاول جاهداً أن تحتفظ بعلاقتك معه وتدعوه دائماً إلى مناسباتك وأفراحك ثم تجده في المقابل لا يدعوك إلى مناسباته إلا في حدود ضيقة ومناسبات خاصة ، فاعلم أنه حسود ويتمنى عزلك عن العالم وأن يقبرك حياً لو إستطاع .



كيف نتعامل مع الحساد ؟
أولاً : لابد أن نعرف حقيقة أن هؤلاء فاشلون ولولا فشلهم ما حسدوا ، لأن الناجح لا يحسد الفاشل وإنما العكس .


ثانياً : هؤلاء مرضى نفسيون ، بمعنى أن ما يقومون به دائماً غير منطقي ، فهم يتعمدون الإساءة بغير وجه حق ، ولمن لا يستحق ، وهذا العمل لا يتطابق لامع العقل ولا مع المنطق ، ولذلك أفضل شيء يمكن أن نقوم به تجاههم أن ندعوا الله أن يعيد إليهم عقولهم ويشفيهم مما إبتلوا به .


ثالثاً : يجب أن نتعامل معهم كمجانين ، ونتجاهل إساءاتهم ، وكأننا لا نعلم أنهم يسيئون إلينا ، فالتجاهل يقلل من أهميتهم ومن أهمية ما يقومون به ويزيدهم غيظاً ويؤثر عليهم وعلى نفسياتهم أكثر من تأثير دسائسهم ومؤامراتهم علينا .


رابعاً : يجب أن نعلم أن هؤلاء لن يضروننا بشيء إلا بشيء قد كتبه الله علينا ، وكل ضرر قد يحصل سيعوضنا الله بخير مما فقدناه بسببهم ، فالتوكل على الله كفيل برد شر الأشرار وكيد الفجار ، وعندما يصل الحسد إلى حد الظلم فدعاء آخر الليل مستجاب لكل مظلوم وكفيل برد الظلم وإنصاف المظلوم .


خامساً : يجب أن نعلم أن الحاسد يضره حسده أكثر من المحسود ، فهو يتخلى عن قيمه وعن مبادئه وعن أخلاقه وعن صدقه مع الله ومع الناس وتنكشف مؤامراته وكيده أمام العباد ، ويقل محبيه وأصدقائه ويكثر منتقدوه على أفعاله وأقواله وينكشف ضعفه وسوء سريرته .


سادساً : الحاسد في الأغلب ينقضي عمره دون أن ينجز شيء أو ينجح في شيء ، لأنه مشغول طول عمره بحسد الآخرين ومحاولة إسقاطهم وتدمير نعمهم وإنجازاتهم .


نصيحتي لكل حاسد :
تأكد أيها الحاسد الحقود أن حسدك للآخرين ومحاولتك إسقاطهم لن يزيدك مالاً ولا جمالاً ولا فكراً ولا سماحة ولا سمعة طيبة ، ولن يبني لك بيتاً أو يشتري لك سيارة أو غير ذلك من نعم الدنيا، بل سيجعلك تأكل نفسك وتهدر حياتك وصحتك في حرب لا نتيجة لها ، ويجعل الناس ينبذونك ولا يحترمونك حتى لو جاملوك أو ضحكوا في وجهك ، لأن زراعة الحنظل لا تثمر عنباً ، وتأكد أنك أنت وحدك من سيتضرر من حسدك وليس غيرك .



سؤال الجمهور : هل أنت حاسد يا كاتب المقال ؟


جوابي .. أقسم بالله العظيم أنني لم أحسد أحداً على نعمة أو نجاح أو مال أو أي شيء فيه منفعة ، وأنني بالعكس أفرح له وأبارك له إن تهيأت لي الفرصة ، وأشجعه للوصول إلى الأفضل وأتمنى القرب منه لأتعلم منه وأستفيد من نجاحه وإبداعه إن كانت القضية تتعلق بفكر أو نجاح معنوي أو تجاري إلى غير ذلك .


مع تحيات // أبو سامي الفيفي
http://www.alfaifi.us/



 
التعديل الأخير تم بواسطة أبو سامي ; 12-12-2012 الساعة 04:02 PM

رد مع اقتباس