عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2013, 06:31 AM   #1
مجلس الادارة


الصورة الرمزية ام ياسر
ام ياسر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1878
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
 المشاركات : 54,004 [ + ]
 التقييم :  637
 SMS ~
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي حِرْزِكَ وَحِفْظِكَ وَجِوَارِكَ وَتَحْتِ كَنَفِك.
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي حكم فعل الطاعات لتحصيل منافع دنيوية



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك من الناس من يصلي ويتصدق ويقوم الليل ويصوم ... فقط لأجل تحصيل أمور الدنيا من وظيفة أو زواج أو شفاء أو ذرية أو... ناسيا عبادة ربه، ناسيا أن الله بيده كل شيء والأولى إرضاؤه سبحانه ليعطينا ويعيننا ويصلح أحوالنا في الدنيا والآخرة، ولذلك وجب إخلاص العمل لإرضائه فقط وهو سبحانه إذا رضي عن عبده أرضاه، وبهذا ينال الإنسان بعمله الخيرات في الدنيا والآخرة بفضل الله.
وهنا أقوال بعض أهل العلم حول هذه المسألة:

سُئل فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك عما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : "ذكر عن السلف في معنى الآية أنواع مما يفعله الناس اليوم ولا يعرفون معناه ...
فمن ذلك : العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله من صدقة وصلاة وصلة وإحسان إلى الناس وترك ظلم، ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصا لله، لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة، إنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته، أو حفظ أهله وعياله، أو إدامة النعمة عليهم، ولا همة له في طلب الجنة والهرب من النار؛ فهذا يعطى ثواب عمله في الدنيا، وليس له في الآخرة نصيب .
"فهل من ذلك ما يفعله الناس اليوم من قولهم : تصدق بنية الشفاء ، استغفر بنية الولد ونحو ذلك ،أو أن الأولى أن لايقصر النية بل يعمل العمل لله ويجعل النية الدنيوية تبعا؟

فأجاب:
الحمد لله؛ قال الله تعالى: "من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون"، وإرادة الحياة الدنيا على مراتب، والناس في ذلك أصناف، كما ذكر الشيخ رحمه الله في رسالته، وشرهم الكفار الذين لا يرجون لقاء الله ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها، فهمهم وجميع أعمالهم مصروفة في حظوظ الدنيا، وأخف مريدي الدنيا من ذُكر في السؤال، وهو من يعمل العمل لله، لكن لا يريد من الله جزاء إلا الحظ العاجل، ولا ريب أن هذا قبيح ومذموم، وقد قال تعالى:"فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق"، أما المحققون للإيمان بالله واليوم الآخر فهم الذين قال الله : "ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، وقال تعالى: "من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة" وقال تعالى: "تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة"، فمن يتصدق أو يعمل بعض الأعمال الخيرية لا يريد إلا شفاء من مرض أو تيسير حظ عاجل من وظيفة أو نحوها فهو ممن لا يريد بعمله إلا العاجلة، فهذا له حظ من قوله تعالى: "كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة"، فالمسلم الذي يفعل ذلك قد شابه من قال الله فيهم: "إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا"، اللهم اجعل عملنا كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، والله أعلم.

وقد عقد شيخ الإسلام ابن عبدالوهاب- رحمه الله-باباً في كتاب التوحيد بقوله: (باب من الشرك:إرادة الإنسان بعمله الدنيا) ، أي أنه يعمل عملاً من الأعمال التي هي مما يراد به وجه الله،أي العبادات،وليست له رغبة في الآخرة،وإنما رغبة في الدنيا فقط، كتحصيل وظيفة أو تحصيل مال،أو تحصيل زوجة، وما أشبه ذلك،ولهذا جاء قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله،ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها،فهجرته إلى ما هاجر إليه)) أي ليس له إلا ذلك الذي نواه،وكذلك كونه يصل الرحم لأجل طول العمر فحسب،لأن صلة الرحم قربة يجب ألا يلتفت إلى أمور الدنيا أبداً،ولكن يجب أن تكون أعماله مقصودة بها وجه الله، ويريد بذلك رضاه والفوز بالجنة،وإذا كان هناك شيء من أمور الدنيا فيجب أن يكون تبعاً ، فإذا كان تبعاً فلا يضره،لأن الله تعالى جل وعلا أخبرنا أن الصحابة الذين قاتلوا يوم أحد، كان منهم من يريد الدنيا كما قال: {منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة} ولكن الباعث على القتال، والخروج هو إعلاء كلمة الله ونصر دينه، والدفاع عنه، ولا يمنع من هذا كونهم ييدون المغنم تبعا، ليس مقصوداً في الأصل، ولا هو الباعث على العمل الصالح، وإذا كان الإنسان يصل الرحم لأنه يمتثل أمر الله ويلاحظ مع هذا، أنه يكون فيه زيادة عمر فلا بأس بهذا.

إذن خلاصة كلام اهل العلم :


1- ان الاعمال الصالحة بنية الأجر والثواب والفوز برضا الله وجنته صاحبها في أعلى الدرجات وسينال التوفيق في الدنيا والآخرة .

2-ان الاعمال الصالحة بنية الاجر والثواب وهو الباعث على العمل الصالح ولكن معها نية اخرى دنيوية ( الثمرات المترتبة في الدنيا) فهذا له أجر ولكن اقل من الاول .

3- ان الاعمال الصالحة ةبنية الحصول على الثمرات الدنيوية وليس له نية لاجر ثواب الاخرة ، هذا من الخاسرين يوم القيامة .

4-ان الاعمال الصالحة بنية مدح الناس وثناؤهم عليه انه رجل صالح وكريم .. الخ .. هذا مرائي ، والرياء يحبط العمل .

فمن أجل تحصيل الدنيا والآخرة فالتكن أعمالنا خالصة لوجه الله للتقرب منه وإرضائه، ومن كانت له حاجة فعليه بالدعاء، ولكن لا نعبد الله ونحن نريد الدنيا فقط، فيضيع ثوابنا في الآخرة والله أعلم.


 
 توقيع : ام ياسر




رد مع اقتباس