عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2013, 05:40 AM   #1


الصورة الرمزية قيس
قيس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1949
 تاريخ التسجيل :  Oct 2012
 أخر زيارة : 01-31-2014 (08:05 PM)
 المشاركات : 6,701 [ + ]
 التقييم :  71584925
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي من اعظم القربات لله صلة الرحم




من اعظم القربات لله صلة الرحم
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد حرص الإسلام علي تماسك اتباعه وربط الصلة بينهم وبث روح التألف والتراحم حتى يتماسك المجتمع المسلم ويتآزر في الملمات والحوادث ويكون كأسرة واحدة في السراء والذراء .. في موضوع طويل اسمه صلة الأرحام . وما أكثر تعاليم الإسلام التي تدعوا إلى تكامل البنيان الإسلامي وتقوية الجانب الخلقي وتنمية الروح الإنسانية التي تفتقدها كثير من المجتمعات الأخرى , حيث تظهر فيها جليا مظاهر التفكك الأسري وانفصال الأبناء عن الآباء واعتماد كل منهم علي نفسه في معيشته وعلاقاته ولم تعد تربطه علاقة بوالديه ولا مودة بينهم ولا رحمة بهم ولا مكافأة لهم علي تربيته .
من هذا المنطلق نجد ان الدين الإسلامي اهتم بموضوع صلة الرحم ورغب فيها اعظم ترغيب دينيا ودنيويا حتى يجمع بين الوازع الديني والعامل الإنساني في قلب المسلم لذلك جاءت آيات القرآن والأحاديث النبوية في هذا المجال واضحة المعالم قريبة من الفهم موضحة المقصود منها والنفع الذي يعود علي المتمسك بها في الدنيا والآخرة كما في قوله تعالى : "
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) (النساء:1(
( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)) (محمد:23)

ووردت أحاديث كثيرة في الأمر بصلة الرحم وبيان ثواب الواصل والنهي عن قطيعة الرحم وبيان عقاب القاطع منها : عن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعبد الله،ولا تشرك به شيئاً،وتقيم الصلاة،وتؤتي الزكاة،وتصل الرحم( .
وعن عائشة_ رضي الله عنها_ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله)

والأدلة كثيرة لا تخفي علي احد .. وما يحتاج إلى شرح حسب رأيي هو التعريف بالمعنى وتوضيح الفوائد التي تعود علي الواصل لرحمه .

تعريف الصلة : إن الصلة في اللغة فتشمل الزيارة والحديث والكلام والإهداء والتلطف وغير ذلك، فكل هذا يدخل في الصلة في اللغة. وقد عرف البخاري صلة الرحم فقال: هي تشريك الإنسان قرابته فيما أوتي من أنواع الخيرات. تشريك الإنسان قرابته: أي الذين بينه وبينهم قرابة، وهذا يشمل ما كان من الرحم وما كان من المصاهرة، فإن الله سبحانه وتعالى جعل نسب الآدمي رحماً وصهراً.
قال الراغب الأصفهاني : ( الرحم : رحـم المرأة .. ومنه استعير الرحم للقـرابة لكونهم خارجين من رحم واحد .. والمراد بالرحم : الأقرباء من طرفي الرجل والمرأة أي من ناحية الأب والأم . ومعنى صلة الرحم الإحسان إلى الأقارب بالقول والفعل , ويدخل في ذلك زيارتهم وتفقد أحوالهم والسؤال عنهم ومساعدة المحتاج منهم والسعي في مصالحهم . وغيرها
وتحديد الرحم لأهل العلم فيه أقوال كثيرة، فأشهر هذه الأقوال أن الرحم درجتان: الدرجة الأولى: ما يجب وصله؛ وهو الرحم الوارث الذي يرث، سواءً كان ذلك بالفرض أو بالتعصيب، فهذا الرحم تجب صلته قطعاً، فرضاً عينياً على كل إنسان، فيشمل ذلك الآباء والأبناء إلى منتهاهم: ارتفاعاً واستفالاً، ويشمل كذلك فروع هؤلاء إذا قربت، ويشمل كذلك الكلالة عند حصول الكلالة، أي إذا لم يكن للإنسان أصل ولا فرع وارث، ففروع أجداده إلى منتهاهم. فهذه إذن هي الرحم المؤكد صلتها، وهي الرحم التي يرث صاحبها. والمرتبة الثانية: هي ما عرفه الإنسان من نسبه مما يصله بغيره، فكل من عرفت النسب بينك وبينه فهو ذو رحم منك، حتى لو بعد ذلك النسب، ولكن القسم الأول آكد من القسم الثاني.

ومما يعود علي الإنسان بصلة رحمه :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه . ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليصل رحمه .
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره , فليصل رحمه . رواه البخاري .
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي ‘ذا قطعت رحمه وصلها " رواه ابخاري
... ولما عرفت أخي واختى المسلمه من هذه الأدلة وغيرها كثير فضل صلة الرحم وما فيها من الثواب العظيم فاسعد مع الواصلين لارحامهم بهذه الخيرات والثواب العظيم في الدنيا والاخرة , ولا تكون من فريق القاطعين لأرحامهم فويل لهم من سخط الله وعقوبته ...
إلمامة بسيطة لموضوع كبير تكلم فيه الكثير من العلماء الأفاضل , وما نحن إلا تلاميذ .. وأي تلاميذ .. تلاميذ الصف الابتدائي فنرجو المعذرة ..

للجميع تحياتي وسلامي


 
 توقيع : قيس





رد مع اقتباس