عرض مشاركة واحدة
قديم 11-23-2013, 05:48 PM   #1


الصورة الرمزية قيس
قيس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1949
 تاريخ التسجيل :  Oct 2012
 أخر زيارة : 01-31-2014 (08:05 PM)
 المشاركات : 6,701 [ + ]
 التقييم :  71584925
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي التــوتر بين الآباء والأبنــاء..أسبابه وعلاجه



التــوتر بين الآباء والأبنــاء..أسبابه وعلاجه





اعداد /حوراء عطا الله
من الملاحظات الشائعة أن كثيرًا من الاباء يتعامل بأسلوب محدد يتكرر فيه النقد واللوم ويطالب فيه الاولاد باتباع طرق محددة في السلوك والتفكير ..دون مراعاة لشخصية الابن وميولها وطموحاتها ورغباتها الخاصة بها .. وتكثر إحباطات الابن وغضبه وقلقه .. وفي كثير من الأحيان يستسلم وتتكرر في أساليبه وتصرفاته ملامح من أبيه .. ولو أنه غير راضٍ عن ذلك .
وفي حالات أخرى يحدث التمرد والعصيان والصراع مع سلطة الاب مما يؤدي إلى مشكلات متنوعة . ومما لا شك فيه أن العلاقة بين الاب وابنائه علاقة معقدة وتتضمن عدة مستويات .. ومنها الدور التربوي المرسوم من خلال القيم الاجتماعية وهو ما يؤكد عليه معظم الاباء. وعادة ماتكون ردة فعل الآباء نحو الأبناء غير ايجابية، البعض منها يؤدي إلى إشعال فتيل التوتر وتحويل الوسط الأسري إلى ساحة معركة يبسط فيها الآباء سيطرتهم، ويصدر عنها الأبناء ردود أفعال تتراوح بين الخضوع المرضي والتمرد بالمقاومة وكلها أجواء لا تخدم أهداف تكوين أسرة سليمة. إلا أن هناك دوراً هاماً يتمثل في أحد جوانبه الأساليب القهرية الذي تعرض لها الاب نفسه عندما كان صغير، والذي يشبه مسلسل الحماة - الكنة من حيث العلاقة السلبية والمشاعر المتناقضة والذي يؤدي إلى مشكلات اجتماعية ونفسية متعددة. وينتج عن هذا المسلسل جانب سلبي، في دور السلطة القاهرة التي تنتقد باستمرار. وهو في سلوكيته لا يشجع استقلالية الابن ولا يدعم هواياته ومحاولاته لتحقيق شخصيته المستقلة. ومن المهم الانتباه إلى أن العوامل النفسية تعمل دون وعي أو إرادة واضحة في كثير من الحالات .ومن المهم أيضاً التأكيد على استقلالية الابن ونموه وتطور إمكانياته وقدراته وهواياته في مختلف المجالات الإيجابية، فالحياة متغيرة باستمرار ويحتاج الابن إلى قدرات متنوعة كي تستطيع مواجهة حياته ومسؤولياتها بشكل ناجح...
والأب المتوازن الحكيم يستطيع أن يشجع ابنه باستمرار ويحاول أن تأخذ بيدها إلى ما فيه صالحها.. ويمكنها أن تفرح وتسعد لتفوق ابنتها .. وتميزها في قدراتها المختلفة دون أن يكون ذلك تحدياً لكيانها وقيمتها .. فالاب العظيم يمكنه أن ينجب رجالاً عظاماً .. ونساءً عظيمات.. والأم الضعيفة تنجب الضعفاء والضعيفات.. التشجيع يصنع المعجزات .. ويجعل الإنسان يعطي أحسن ما عنده ... بينما التبخيس والتصغير والإهمال يؤدي إلى جمود الإنسان وجفافه وعقده .

ما هي المظاهر التي تؤدي إلى التوتر بين الآباء والأبناء؟
- مطالبة الأطفال بالكمال أثناء إنجازهم لواجبات قد تفوق قدراتهم العقلية، ويتخذ الآباء هذا الموقف من خلال حرصهم على تفوق الطفل وسرعة نضجه... فمثلا الطفل لا ينال رضا والديه إلا بحصوله على نتائج متميزة في المدرسة، وإضافة إلى ذلك قد يطالب الآباء الأبناء بالتزام قواعد الكبار في الجلوس وطريقة الأكل والتحية.
- ينظر بعض الآباء إلى اللعب كسبب رئيس في إهمال أبنائهم أو ضعف قدرتهم على التركيز وإهمال الدروس المدرسية وعدم الرغبة في العمل والمثابرة، بل هناك من الآباء من يعتبر اللعب عملا شيطانيا.... بينما يعتبر في الواقع ميل الأطفال إلى اللعب وسيلة مهمة للتعلم تعتمد عليها رياض الأطفال الحديثة في مناهجها التربوية، وهو ما أكدت عليه أبحاث علمية توصلت إلى أن المعلمين الذين يعتمدون على وسائل لعب في تمرير الدروس يحققون نتائج تعلم جيدة، ويحبذ أن يشارك الآباء أبناءهم لعبهم.
- يحلم الآباء بمستقبل زاهر لأبنائهم لكن منهم من يقرر ويضع خطة ما يجب أن يسير عليها الأبناء في مشوار التعليم وصولاً إلى العمل.... ودوافعهم من ذلك كثيرة، فبعض الآباء قد حُرِموا من الحصول على تعليم عال بسبب ظروف اجتماعية أو مادية قاهرة ومن هنا بعد تنبع الرغبة في رؤية صورة الأحلام المجهضة تتحقق على يد الأبناء.
- الخضوع المستمر لرغبات الأطفال يحولهم إلى أسرى نزواتهم ويبعدهم كثيرا عن مواجهة الواقع ويؤدي إلى عدم قدرتهم على التجاوب مع أي موقف يحمل في طياته الكبت والحرمان سواء كان ماديا أو معنويا، و يصبح الطفل نزقا غير مكثرت لعائلته وأسرته، متهورا في تصرفاته داخل البيت وخارجه، سريع الغضب إن لم تلبى طلباته، كذلك الأمر حين يغرق الأهل الطفل بالحاجيات ويفرطون في توفير الخدمات بشكل يفوق حاجيات الطفل الفعلية عندها يشعر الطفل بالملل وتضعف المثابرة، فكل شيء متوفر ولا مكان للجهد والصبر.
- مقارنة الطفل بالآخرين وتذكيره الدائم بنقاط ضعفه، واحتقار إمكانياته... كل ذلك يضعف من قدرته على حل المشاكل.
- تداول عبارات مثل عيب، أنت عار على الأسرة،أنت فاشل لا تصلح لشيء، إن لم تحصل على أعلى درجة في الامتحان لن تكون ابني.
- المبالغة في التوجيه ومراقبة الطفل وإعطائه الأوامر في كل كبيرة وصغيرة، فكثير من الآباء لا يدركون انتقال أبنائهم إلى مرحلة المراهقة بالرغم من أنهم يستشعرون ذلك من خلال عبارات مثل ابني أصبح لا يطيعني بعد بلوغه الثانية عشر.
- المبالغة في العقاب، فقد يكون الخطأ نتيجة عدم نضج الطفل وعدم إدراكه نتيجة تصرفاته.... لذا فالعقاب يجب أن يكون بعيدا عن الانفعالات الشديدة أو حب الانتقام، فالابن لا يستطيع الفكاك من أهله لذلك نجده يستجيب أمام العقاب بالمقاومة الظاهرة كالتمرد والعصيان أو المقاومة الخفية كالمماطلة والتردد.

بعض سبل الخروج من التوتر العائلي:
- إدراك أن مقارنة الأطفال بالآخرين، وإظهار الجزع والقلق و اللهفة حول صحتهم وحياتهم قد تتسبب في توليد عقد الذنب والخوف وعدم الطمأنينة لدى الطفل.
- تبسيط مشكلات الآباء الاجتماعية والاقتصادية أمام الأبناء وأن لا يبالغون في تهويل المشاكل السياسية والحربية التي يمر بها العالم و التي تدخل للبيت عبر الفضائيات.- عدم المبالغة في مظاهر القلق والانفعال.واستشارة أخصائيين نفسيين واجتماعيين كلما استدعت الحاجة.- إتاحة الفرصة للأبناء أن يعبروا عن مشاعرهم وطموحاتهم وذلك بتشجيع الحوار وخلق أجوائه المناسبة.- يجب على كل أفراد الأسرة إبداء اهتمام خاص ببعضهم البعض.والتعاون والتشارك فيما بينهم أثناء مواجهة الأسرة لصعوبات في حياتهم.




 
 توقيع : قيس




التعديل الأخير تم بواسطة قيس ; 11-23-2013 الساعة 05:51 PM

رد مع اقتباس