عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2010, 07:47 AM   #9


الصورة الرمزية ‏صدى الحرمان
‏صدى الحرمان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 336
 تاريخ التسجيل :  Oct 2009
 أخر زيارة : 08-08-2012 (07:13 PM)
 المشاركات : 5,237 [ + ]
 التقييم :  186
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سيـــرة شاعــر اتمنى منكم التفاعل...شاركوووووني





هي الشاعرة : موزة بنت جمعة بن هندي المهيري
ولدت الشاعرة في سنة 1900م على وجه التقريب ، ولا تزودنا الروايات الشفوية المتاحة بأية معلومات تفصيلية عن ولادتها ونشأتها الأولى .
وتذكر الروايات الشفوية أن للشاعرة خمسة أخوة هم حمد وعلي وغدير وعتيق وخميس ( والد الشاعر الشعبي المعروف محمد بن خميس بن هندي ) ، كما تذكر أن لها أختين .
وكانت الشاعرة قد حظيت برعاية والديها ، ونشأت كما كانت بنات جيلها ينشأن ، نشأة عربية إسلامية أصيلة ، ترفدها الثقافة الشعبية الشفوية التي تقوم على الإلمام بمفردات التاريخ المحلي للمنطقة ، ومعرفة سير أعلام المجتمع ، وحفظ شيء من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والشعر الشعبي مما يتصل بالأخلاق الحميدة والخصال الكريمة التي كان ينشأ عليها القوم .
ولما بلغت الشاعرة سن الزواج تزوجت من حارب بن سيف العميمي ، وأنجبت له ابنين وأربع بنات ، وقد عاشت مع زوجها وأبنائها وبناتها متنقلين بين مناطق مختلفة ، بين الخصوب وبراق ، وبدع المغني وغيرها .
وكانت أسرتها تقيم وقت القيظ في نخيل والدها جمعة المهيري في منطقة المعترض بالعين .
وكان زوجها يعمل في مهنة الغوص التي كانت مزدهرة في الإمارات ، في النصف الأول من القرن العشرين ، وقد توفاه الله في إحدى رحلاته ، مما ترك أثر كبيرا في نفسية الشاعرة ، وجعلها تمر بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة ، تحملت في ظلها مسؤولية كبيرة ، بعد أن كانت قد عاشت هي وأسرتها في رغد من العيش بفضل ما كانت توفره مهنة الغوص من دخل طيب .
وقد استطاعت الشاعرة موزة بن جمعة المهيري بحكمتها ، وتدبرها وقدرتها على التصرف أن تتجاوز الصعاب ، وأن تحافظ على مستوى معيشة أسرتها ، وأن تربي ابنيها وبناتها تربية عربية إسلامية أصيلة ، حتى غدوا رجالا وغدون نساء فاضلات .
ولقد استقرت الشاعرة منذ فترة زمنية بعيدة في مدينة العين ، في رعاية ابنيها وبناتها وأحفادهم .

تجربتها الشعرية
تشير الروايات الشفوية إلى أن الشاعرة موزة بنت جمعة المهيري كانت قد بدأت نظم الشعر في مرحلة مبكرة من حياتها ، وأن نتاجها الشعري لم يكن قليلا ، غير أن أكثره ضاع ولم يصل إلينا لغياب تدوين الشعر الشعبي وتوثيقه في الوقت الذي نضجت فيه موهبتها الشعرية وانتشر شعرها بين الناس على ألسنة الرواة وحفظة الشعر ، كما أن كثيرا من هؤلاء كان قد انتقل إلى رحمة الله تعالى ، فضاع ما كان ينفرد لحفظه من الشعر الشعبي ، ومنه شعر الشاعرة .
وتكشف الأخبار ومناسبات بعض القصائد عن أن شعرها قد انتشر بين الناس ، لما تميز به من سهولة وصدق ، وحظي باهتمامهم وتقديرهم ، حتى غدا الرواة يتناقلونه ويتدارسونه في مجالس السمر ، ضمن ما كانوا يتسامرون به من الشعر الشعبي الذي يشكل عنصرا مهما من عناصر الثقافة الشعبية .
لقد توافر على نقل شعر الشاعرة موزة بنت جمعة المهيري وإشاعته بين الناس عدد من رواة الشعر الشعبي الإماراتي وحفظته ، كان في مقدمتهم السيد راشد بن سيف بالحايمة .
إن من يقرأ شعر موزة بنت جمعة المهيري يجد أنها تميل إلى الطبع في نظم الشعر ، وهو طبع بعيد عن التكلف والصنعة ، وقد يصدر أحيانا عن البديهة والارتجال ، ويبعد عن التحكيك المبالغ والصنعة المعقدة وتكلف القول .
وتكشف الشاعرة في بعض قصائدها عن مفهومها للشعر ووظيفته ، فهي ترى أن الشعر تعبير فني عن المعاناة الذاتية والتجربة الشعورية ، وأن العملية الإبداعية صعبة ولا تأتي في كل الأوقات تقول في إحدى قصائدها :
درب الشعر مرقاته تعيب ولا له على قلبي طرايات

ولقد تعددت دوافع نظم الشعر عند الشاعرة موزة بنت جمعة المهيري وتنوعت البواعث التي تدعوها إلى نظم القريض ، وقد ذكرت الشاعرة نفسها أن الشعر لا يواتيها في كل حالاتها على سنن واحدة ، ولا في كل الأوقات ، فللوقت فعاليته في نظمها الشعر ، حيث تقول في إحدى قصائدها :
تو الشعر في خاطري زان توه لفا وافتج بابه

وما لم يكن الوقت مواتيا أو باعثا على نشاط القريحة وتدفقها غدت معرضة لأن يرتج عليها قول الشعر .
ويظهر لنا أن مما كان يفتق موهبة الشاعرة المناظر الحسنة والمطر المتدفق ، وهديل الحمائم ، والاحتفاء بالمناسبات الاجتماعية المختلفة ، وتكشف بعض قصائدها أن هناك دواعي أخرى تتصل بعاطفة الشاعرة اتصالا مباشرا ، كالفرح والسرور والأسى والحزن وغيرها ، وإلى ذلك تشير بقولها :
درب الشعر تركته وسار وأعفيتله دربه بيايور
والبارحة في خاطري دار رحبتبه وأعطيته الشور
من كثر ما ياني من البار ودموع عيني هلت عبور

وكان بعض المعجبين بشعرها من أبناء المجتمع المحلي ، وأصدقاء أسرتها ومعارفها يحركون قريحة الشاعرة بأن يختلقوا خبر قصيدة يزعمون أنها قيلت فيها ، أو قضية ما يدركون أنها ذات أثر كبير في نفسها ، ومن ذلك أن السيد راشد بن سيف بالحايمة الذي كان يروي شعرها وينشره بين الناس ، كان قد أراد أن يثير قريحة الشاعرة ويدفعها إلى نظم الشعر ، مستغلا حبها لشجر الغاف وتعلقها به ، فنقل إليها خبرا مختلفا فحواه أن الرياح الشديدة والسيول الجارفة قد اقتلعت عود ( غاف ) بوهرمه فهاجت عاطفة الشاعرة وتوقدت قريحتها ، ونظمت قصيدة في بكاء شجر الغاف والتحسر عليه .


محاور شعرها
لقد تعددت المضامين التي دارت حولها قصائد الشاعرة التي انتهت إلينا ، ويمكن أن نجملها في ثلاث محاور رئيسية :
1- الوجدانيات
2- المجتمع الإماراتي وأحواله
3- البيئة الطبيعية الإماراتية

الوجدانيات:
لقد كانت الشاعرة ذاتية في أكثر شعرها ، فنظمت فيما يخطر لها ، وفيما يعبر عن أحوالها ، كما اتخذت شعرها وسيلة لترجمة مشاعرها الذاتية وعواطفها النفسية ، وعرض معاناتها الشخصية ، ومن ذلك الحنين إلى الماضي ، وأيام الصبا ، والتحسر على ذهابها تقول :
ولو غدت قصمة عراجيب ما جنها مرت لها أوقات
جاد الزمان بعود وبطيب ترجع سنينه الأوليات

ومن ذلك أيضا شكواها المرض الذي ألم بها ، وما كان من سوء أحوالها الصحية وذهاب أيام عمرها ، وضعف بنيتها ، واشتعال رأسها شيباً ، إنها تصور حالها ولواعج نفسها المتصدعة بوقع المرض تصويراً دقيقا ، تقول :
ما ينحسب شب ويا شيب وأنا زماني خطف وفات

ومن ذلك شكواها تقدم السن والمرض الذي ألم بها ، مما حال دون تواصلها مع صديقاتها ومعارفها ، ومن ذلك قولها مخاطبة ابنها سعيد شاكية ما حل بها ، فهي لم تذق طعم النوم ثلاثة شهور ، ولم يعد شرب الدواء يفيدها :
ان سلتني الحال يا سعيد حالي عبر وأربد سمحان
ما خذ ثلة أشهر مياريد النوم ما غضت به إعيان
شرب المحو ما فادني فيد ولا نوا عوقي ابريان

وتعبر الشاعرة في كثير من قصائدها عن معاناتها الكبيرة نتيجة بعدها عن أصدقائها ومعارفها ، وتكشف عن أحاسيسها ومشاعرها الصادقة تجاههم ، وتتمنى أن يمد الله عز وجل في عمرها لتنعم برؤيتهم ، تقول :
إن جان طول عمري أريد باشوف حياتي والأوطان
اللي بهم يستامن سعيد واللي لهم القلب سكان

وتعبر الشاعرة في بعض قصائدها عن لوعتها ، وما تجده من حرقة وشدة حزن لفقدان بعض الأهل والأحبة ، ومن ذلك ما نظمته عند سماعها خبر وفاة زوجها ، حيث تقول مخاطبة إحدى بناتها :
نهار ما يتنا الخباير جمت الصبر وآجنت بالله
الريل باتت في ملايل والقلب على نار موراه
الراس سويته يدايل والعين حطت فوقها غطاه
والعين لي سوت مخايل ومن العبر ما وقف ابجاه
يا زم رجوعه م المحايل وعليه ياما طول فرقاه

وتكشف بعض قصائدها عن حبها للناس ، وهو حب صادق أصيل فطرت نفسها عليه ، ومن ذلك تعبيرها عن فرحها الكبير بعودة الماء في بئر بوهرمه بعد انقطاع ، مما أعاد الحياة إلى المنطقة المحيطة به ، وكثر ترداد الناس إليها بعد طول توقف ، طلبا للماء :
جيت متنومس وفرحاني يوم بيري كثرت وروده
ويروي منه كل عطشاني وكل مضمومة ومرغوده

واتسمت الشاعرة بإكبار قيم الجوار والدعوة إلى التعلق بها والمحافظة عليها ، وقد بدا ذلك واضحا في كثير من مقطوعاتها الشعرية التي تتحدث فيها عن بعض العوائل التي كانت تربطها علاقات حميمة ، تقول :
جاري ولا أبيعه بالاثمان إن عاد متلني وأنا أتليه

كما اتسمت بالمحافظة على قيم الصداقة الأصيلة التي تربطها بعدد كبير من الناس ، ويبدو ذلك واضحا في قولها تخاطب ابنتها فاطمة عقب رجوعها من زيارة إحدى العوائل الصديقة لأسرتها :
يا فطيم يوم روحت عنهم تم دمع العين ذرافي

وتشكل الإخوانيات جزءا مهما في قصائد الشاعرة ، فقد مدحت كثيرا من الشواعر الصديقات لها ، وعبرت عن عناصر المودة التي تجمع بينها وبينهن ، وكشفت عن احترامها الكبير وتقديرها العظيم لهن ، ومن ذلك قولها عقب زيارة الشاعرة عائشة كليبوه إياها ، وما كان من عدم تمكنها من تلبية رغبة الشاعرة المهيرية في أن تمكث عندها حينا من الزمن :
ناس يثنون الترحاب لي عنديه غالين وأحشام
عسى عليهم يسجي صاب برق ورعد ومزون الغمام

وأدارت الشاعرة موزة بنت جمعة المهيري حديثها في الإخوانيات على الصفات التي تعد أمهات الفضائل ، وهي الكرم والجود والصدق والحمية ، وغيرها ، ويبدو هذا واضحا في ثنايا كثير من قصائدها .
أما المحور الثاني فكان حول المجتمع وأحواله المختلفة ، والتعبير عن عاداته وتقاليده ، والأعراف والأخلاق الحميدة التي تحكمه ز
لقد حرصت على إظهار المضمون السامي المؤثر في حياة أبناء المجتمع ، لذلك نجدها قائمة على الترحال والتنقل طلبا للكلأ والماء بين الواحات والأفلاج المنتشرة حول مدينة العين ، أو الانتقال وقت القيظ واشتداد الحر إلى الإقامة في مزارع النخيل .
ومن العادات والتقاليد الاجتماعية التي تحدثت عنها وأشارت إليها نزوع الناس إلى الخير ، من خلال بنائهم الأمكنة ومراكز الخدمات العامة التي يستفيد منها المسافرون وأبناء السبيل والمتنزهون الذين كانوا يخرجون إلى بعض الطويان .
ومن ذلك ما أشارت إليه في إحدى قصائدها من أن أهل الخير كانوا يحفرون الطويان ( الآبار ) ليرد عليها الناس ، والبوش وسائر الحيوانات ، ومن ذلك أيضا ما نظمته بمناسبة حفر أحد أحفادها طويا في قرية غمض ، وقد رفعت الأعلام في الطرق والدروب التي تقود إليها ليستدل الناس عليه ، ودعت له بالمطر والسقيا على عادة الشعراء القدماء ، تقول :
جمعة مسوي عد ما ثور حق الذي بيسير كشات
يينا وسويناله انشور وعليه عدلنا بنيات
يالله عسى تسقيه لمطور ويعل امطره في كل ساعات

كما دعت إلى الالتزام بكثير من القيم السامية والأخلاق الرفيعة والمثل العليا التي عرفتها الأجداد والآباء ، وانحدرت إلى الأبناء والأحفاد عبر الزمن .
ودعت إلى الالتزام بآداب الدين الحنيف ، وتأدية الشعائر الدينية المختلفة لما في ذلك من بناء للشخصية وتهذيب للنفس ، ومن ذلك ما جاء في إحدى قصائدها من دعوة إلى صوم رمضان والحفاظ على تأدية فروضه وشكر الله تعالى على نعمائه ، تقول :
صلوا وصوموا في توهيب وتحمدوا يا ناس لله
صلوا فروضه في المواجيب وغبين يللي داس معصاه

وقدمت لوحات مختلفة لبعض مظاهر احتفال الشيوخ وأعيان المجتمع بالمناسبات الاجتماعية المختلفة ، مثل إقامتهم سباقات الهجن في مناسبات اجتماعية مختلفة كالزواج والأعياد وغيرها .
وقد ذكرت في كثير من قصائدها التي تتحدث فيها عن سباقات الهجن سلالات كثير من النوق العربية الأصيلة التي عرفها مجتمع الإمارات العربية المتحدة ، ومنها بنات الهدرة ، وبنات عرجان وغيرها .
كما تحدثت عن كثير من القيم العربية الأصيلة الراسخة التي توارثها أبناء الإمارات كإكرام الضيف ، والشجاعة والفروسية وغيرها .
أما المحور الثالث الذي دارت حوله قصائد الشاعرة المهيرية ، فكان حب الطبيعة والتعلق بها ، فقد كان لطبيعة منطقة العين الجميلة التي تكثر فيها الخضرة والأفلاج ، والطويان ، وتحيط بها العيون من جهاتها المختلفة أثر كبير في تكوين الشاعرة النفسي ، وفي تجربتها الشعرية ، إذ صارت الطبيعة جزءا من نفسها ، وتطبعت بمحاسنها ، فغدت لها طبعا متأصلا ، وملجأ ترتاح فيه ، لذلك كان الحديث عن الطبيعة جزءا أصيلا من تجربتها الشعرية .
لقد احتل الحديث عن الطبيعة في الربيع آو ان تفتحها وتجددها ، وتدفق الحياة من نباتها وأشجارها وطيورها وإبلها وحمائمها وغير ذلك من مكوناتها مكانة رفيعة في شعر المهيرية .
ويعد مشهد المطر من أكثر المشاهد الطبيعية بروزا في شعر الشاعرة المهيرية ، فقد تحدثت عن صفة الأرض حالة الجدب والقحط ، ووصف الأرض حال اخضرارها عقب نزول الغيث ، وقد اهتزت الأزهار والطيور والشجر .
ومن لوحاتها الجميلة التي رسمتها لعدد من عناصر الطبيعة ومظاهر الجمال قيها قولها في الحديث عن نباتات الإمارات البرية التي كست الربى بألوانها الزاهية ، تقول :
شب ادخنا حرشا ومخضار واشجار ربي كلها نور

وتعلقت الشاعرة بشجرة ( الغاف ) عود تعلقا كبيرا ، وأخذت تعدد في بعض قصائدها محاسن هذه الشجرة وفضائلها وفوائدها ، فهي تزين جبال الوطن وأمكنته ، ويقيم الناس في ظلها :
كم لي حلوه مياديله لي حسين وزين لجباله
كم غر جابع بشيله قد ليا وانزاح ف ظلاله

وحظيت الإبل والحمام دون سائر حيوانات بيئة الشاعرة بمكانة رفيعة في عدد كبير من قصائدها ، فقد تفاعلت مع هذه الحيوانات ذات القرب من الإنسان تفاعلا صادقا ، وشاركتها أحزانها ومعاناتها التي غدت أحزان الشاعرة نفسها .
ومن الأمثلة على ذلك أن الشاعرة كانت قد خرجت صباح ذات يوم للتنزه ، فسمعت نوح الورق أو الحمام فزعة من طلقات الصائد السيد غريب بن محمد ، فأحزنها ما رأت من معاناة الحمام ، وما سمعت من هديلها ، وأخذت الدموع تترقرق في أجفانها ، وكان أن أخذت عهدا على السيد غريب بن محمد بأن لا يتعرض للحمام مرة أخرى ، حيث تقول :
يا غريب الراعبي صاحي من صياحه هلت العينا
قال أنا صوبت بسلاحي وافترق شمل المحبينا
مرفجنه جانك تواحي ضرب ولد الراعبي شينا

وقد امتنع السيد غريب بن محمد عن الصيد وفاء لعهده ، غير أن صديقه السيد راشد الحفير لم يمتنع عن ذلك ، فأخذ يمارس هواية الصيد في منطقة العين الفايضة ، مما أغضب الشاعرة ، وأثار مشاعرها ، فقالت مخاطبة من نقل إليها الخبر المحزن ، ومحملة إياه رسالة للسيد راشد بأن يرأف بحال الحمام ، ويمتنع عن فعله ، ويحفظ بندقية صيده في صندوقها :
يا ساير بالخبر مصدوق بلغ سلامي لا تخفيه
الراعبي اتراه مرفوق قولوا لراشد لا يعانيه
جنه غتير وشله الدوق ينصا غريب وبايصافيه
حطوا سكوته وسط صندوق لا يتم لي من حل يرميه

إن حب الشاعرة جمال طبيعة العين ، وتعلقها بها ، قد جعلها لا تطيق حياة المدن ، عندما كانت ترحل إليها في سبيل زيارة الأهل وبعض الأسر الصديقة ، ومن ذلك قولها معبرة عن أنها ملت حياة الإقامة في مدينة دبي ، وأن روحها كانت تسافر وترحل إلى دار الأهل ومرابعهم في مدينة العين وضواحيها :
يا سيف مليت الحدادير ولا أشوف لي في الدار مصروف
مليت م النخرة والخوير ومن عزر نفسي لحجني حوف
في الليل روحي تندري طير كم شرفت في عدبن وطوف

ويكشف كثير من نتاج الشاعرة عن ارتباطها الوثيق بالمكان الإماراتي ، وتعلقها بمظاهر الجمال فيه ، وإذ هي لا تمر على الأمكنة والمواقع مر الكرام ، بل تتفاعل معها وما فيها من عناصر الجمال ، مثل كواكب ، وبوهرمة ، والساد وغيرها ، ولهذا تدعو بالسقيا ونزول المطر والغيث لهذه الأمكنة ، ومن ذلك قولها في شرف كواكب :
يعل ذاك الشرف سحاب ومن السماء يا رب هله
لي ساكنينه عرب أنياب متحذر عن كل خله