العودة   -*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- > «۩۞۩- الــأقــســام الــإســــــــــلامــــــــية -۩۞۩» > 【 الــمـنـتــدى الإســـلامـــي 】
【 الــمـنـتــدى الإســـلامـــي 】 المواضيع الإسلامية والإعجاز العلمي في القرآن والسنة
التسجيل روابط مفيدة

الملاحظات

الإهداءات


خيرة الله - للشيخ عائض القرني

【 الــمـنـتــدى الإســـلامـــي 】


 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-20-2011, 01:11 PM   #1


الصورة الرمزية اسير الشوق
اسير الشوق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1523
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 أخر زيارة : 04-08-2013 (10:31 AM)
 المشاركات : 6,594 [ + ]
 التقييم :  3987
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي خيرة الله - للشيخ عائض القرني



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صـ ومساؤكم ـبآحكم .. عامرٌ بالخير الوفير بإذن الله ..



مقال للشيخ الدكتور عائض القرني بعنوان [ خيرة الله ] ..




العبد لضعفه ولعجزه لا يدري ما وراء حجب الغيب ، فهو لا يرى إلا
ظواهر الأمور ، أما الخوافي فعلمها عند ربي ، فكم من محنة صارت منحة ، وكم من
بلية أصبحت عطية ، فالخير كامن في المكروه . أبونا آدم أكل من الشجرة وعصى
ربه ، فأهبطه إلى الجنة ، فظاهر الأمر أن آدم ترك الأحسن والأصوب ، ووقع عليه
المكروه ، ولكن عاقبة أمره خير عظيم وفضل جسيم ؛ فإن الله تاب عليه وهداه
واجتباه وجعله نبيا وأخرج من صلبه رسلاً وأنبياء وعلماء وشهداء وأولياء ومجاهدين
وعابدين ومنفقين ، فسبحان الله كم بين قوله تعالى : ( اسكن أنت وزوجك الجنة
وكلا منها رغداً ) ، وقوله : ( ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) ؛ فإن حاله الأول
سكن وأكل وشرب ، وهذا حال عامة الناس الذين لاهمّ لهم ولا طموحات ، وأما
حاله بعد الاجتباء والاصطفاء والنبوة والهداية فحال عظيمة ، ومنزلة كريمة ، وشرف باذخ .

وهذا داود عليه السلام ارتكب الخطيئة فندم وبكى ، فكانت في حقه نعمة من
أجلّ النعم ؛ فإنه عرف ربه معرفة العبد الطائع الذليل الخاشع المنكسر ، وهذا
مقصود العبودية ، فإن من أركان العبودية تمام الذل لله عز وجل .وقد سئل شيخ
الإسلام ابن تيمية عن قوله صلى الله عليه وسلم : ( عجباً للمؤمن لا يقضي
الله له شيئاً إلا كان خيراً له ) – رواه أحمد في مسنده - هل يشمل هذا قضاء
المعصية على العبد ؟ قال : نعم ، بشرطها من الندم والتوبة والاستغفار
والانكسار . فظاهر الأمر في تقدير المعصية مكروه على العبد ، وباطنه محبوب
إذا اقترن بشرطه . وخيرة الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ظاهرة
باهرة ؛ فإن كل مكروه وقع له صار محبوباً مرغوباً ، فإن تكذيب قومه له
ومحاربتهم إياه كان سبباً في إقامة سوق الجهاد ومناصرة الله والتضحية في
سبيله ، فكانت تلك الغزوات التي نصر الله فيها رسوله ، وفتح عليه ، واتخذ
فيها من المؤمنين شهداء جعلهم من ورثة جنة النعيم ، ولولا تلك المجابهة
من الكفار لم يحصل هذا الخير الكبير والفوز العظيم ، ولما طُرد صلى الله عليه
وسلم من مكة كان ظاهر الأمر مكروهاً ، ولكن في باطنه الخير والفلاح
والمنة ، فإنه بهذه الهجرة أقام صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام ووجد
أنصاراً ، وتميز أهل الإيمان من أهل الكفر ، وعُرف الصادق في إيمانه وهجرته
وجهاده من الكاذب . ولما غلب المسلمون في أحد كان الأمر مكروهاً في
ظاهره شديداً على النفوس ، لكن ظهر له من الخير وحسن الاختيار ما
يفوق الوصف ، فقد ذهب من بعض النفوس العُجب بانتصار يوم بدر والثقة
بالنفس والاعتماد عليها ، واتخذ الله من المسلمين شهداء أكرمهم بالقتل
كحمزة سيد الشهداء ، ومصعب سفير الإسلام ، وعبدالله بن عمرو والد
جابر الذي كلمه الله ، وغيرهم ، وامتاز المنافقون بغزوة أحد وفُضح أمرهم
وكشف الله أسرارهم ، وهتك أستارهم .

إن من عرف حسن اختيار الله لعبده هانت عليه المصائب ، وسهلت عليه
المصاعب ، وتوقع اللطف من الله واستبشر بما حصل ؛ ثقةً بلطف الله وكرمه
وحسن اختياره ، حينها يذهب حزنه وضجره وضيق صدره ، ويسلم الأمر لربه
جل في علاه ، فلا يتسخط ولا يعترض ولا يتذمر ، بل يشكر ويصبر حتى تلوح
له العواقب وتنقشع عنه سحب المصائب.




 
 توقيع : اسير الشوق




لآ تـِخـتَـبّــرٍِ } شـِوٍِقـيِ تِـرآ , مـِآ بـقِـىٍ » Ҳ شـِوقَ

أتمنى فقط أن أكون ذكرى جميلة

في حياة من عرفوني يوماً ♥ وأن يبتسموا


عندما يذكروني




رد مع اقتباس
 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
SEO by vBSEO sh22r.com